وكانت كالأعلاق الخارجة عن أبدانهم بأنقص الأثمان ، وأدون الأعواض.
وقوله سبحانه : ﴿ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ [١١٢] أي أقبل على عبادة الله سبحانه ، وجعل توجّهه إليه بجملته لا بوجهه دون غيره. والوجه هاهنا استعارة.
وقوله تعالى : ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [١١٥] أي جهة التقرب إلى الله. والطريق الدالة عليه ، ونواحى مقاصده ومعتمداته الهادية إليه.
وقوله تعالى : ﴿ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾ [١٣٠] والتقدير : سفه نفسا ، على أحد التأويلات. وهذه استعارة. لأنه تعالى علق السفه بالنفس. وقولنا : نفس فلان سفيهة : مستعارة ، وإنما السفه صفة لصاحب النفس لا للنفس.
وقوله : ﴿ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ﴾ [١٣٣] أي ظهرت له علاماته ، ووردت عليه مقدماته ، فهى استعارة. لأن الموت لا يصح عليه الحضور على الحقيقة.
وقوله تعالى : ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾ [١٣٨] أي دين الله ، وجعله بمنزلة الصبغ لأن أثره ظاهر ، ووسمه لائح. وهذا من محض الاستعارة.
وقوله سبحانه : ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [١٥٠] فهذه استعارة على قول من قال : إن الشطر هاهنا البعد. أي ولّ وجهك جهة بعده. إذ لا يصح أن تولى وجهك جهة بعد المسجد على الحقيقة.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ [١٦٨] أي لا تنجذبوا فى قياده ، لأن المنجذب فى قياد (١) غيره تابع لخطواته. وهذه من شرائف الاستعارة. فهى أبلغ عبارة
__________________
(١) فى الأصل « فى قيادة » . وقد جعلناها « قياد » بدلا من « قيادة » تمشيا مع ما جرى عليه المؤلف فى قوله : ( لا تنجذبوا فى قياده ) .