(يحبّونهم)(١) ؛ لأنّه مشغول لا يعمل فيما قبله كقوله : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ)(٢) في من نصبه»(٣).
١٥ ـ (اِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أَحَد وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمّ لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(٤).
«قيل في معنى قوله : (غَمّاً بِغَمّ) قولان : ... قال الحسين بن عليّ المغربي : معنى (غَمّاً بِغَمّ) يعني غمّ المشركين بما ظهر من قوّة المسلمين على طلبهم على حمراء الأسد ؛ فجعل هذا الغمّ عوض غمّ المسلمين بما نيل منهم»(٥).
١٦ ـ (فَبِمَا رَحْمَة مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)(٦).
«قوله : (فَبِمَا رَحْمَة مِنْ اللَّهِ) معناه فبرحمة ، و (ما) زائدة بإجماع
__________________
(١) الظاهر أن (تحبّونهم) هو الصحيح ، كما هو الوارد في الآية الشريفة ، وهذا يؤيّد التحريف والتصحيف الحاصل في المورد السابق.
(٢) يس : ٣٩.
(٣) تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٥٧٣ ، (ج ٤ ، ص ٢٠٥).
(٤) آل عمران : ١٥٣.
(٥) تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٢٢ ، (ج ٤ ، ص ٢٥٩) ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٨٦٢.
(٦) آل عمران : ١٥٩.