إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العدد [ ١٣٦ ]

تراثنا ـ العدد [ ١٣٦ ]

30/318
*

يكون إلا بعد كلام ؛ لأنّها بمعنى بل ... وكذلك أم تريدون ، كأنّه قيل : بل تريدون ... قال الفرّاء : إن شئت قلت قبله استفهام فتردّه عليه ، وهو قوله :

(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ)(١) ، وقال الرمّاني : في هذا بعد أن تكون على المعادلة ولابدّ أن يقدّر له (أم تعلمون خلاف ذلك). ([فتسألون] رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ) والمعنى أنّهم يتخيّرون الآيات ويسألون المحالات كما سئل موسى ، فقالوا : (اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)(٢) ، وقالوا (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً)(٣) وهذا الوجه اختاره البلخي والمغربي»(٤).

٩ ـ (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(٥).

«قال البلخي : الضمير في (أتمّهنّ) راجع إلى الله وهو اختيار الحسين ابن عليّ المغربي.

قال البلخي : الكلمات هي الإمامة على ما قال مجاهد. قال : لأنّ الكلام متّصل ولم يفصل بين قوله : (اِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) وبين ما تقدّمه بواو ، فأتمّهن الله بأن أوجب بها الإمامة له بطاعته واضطلاعه ، ومنع أن ينال

__________________

(١) البقرة : ١٠٦.

(٢) الأعراف : ١٣٨.

(٣) البقرة : ٥٥.

(٤) تفسير التبيان ، ج١ ، ص٤٠٣ ، (ج٢ ، ص٤٦٣).

(٥) البقرة : ١٢٤.