قد ذكر لذلك أمثلة عديدة من الكتاب العزيز مثل قوله تعالى (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) وقوله تعالى و (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ) وقوله تعالى (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) الى غير ذلك من الامثلة.
(واما العلة فى المقام) فهى عبارة عن اندراج اليقين والشك فى مورد السؤال تحت القضية الكلية المرتكزة فى اذهان العقلاء الغير المختصة بباب دون باب وهى عدم نقض اليقين ابدا بالشك وعدم رفع اليد عن العمل على طبق الحالة السابقة ما لم يعلم بالخلاف اصلا فقوله عليهالسلام فانه على يقين من وضوئه بمنزلة الصغرى وقوله عليهالسلام ولا ينقض اليقين ابدا بالشك بمنزلة الكبرى فيكون ذلك إمضاء لما استقر عليه بناء العقلاء وانفاذا لما استمر عليه سيرتهم وتصحيحا لما جرى عليه ديدنهم وهو المطلوب والمقصود غايته ان العقلاء كما قيل لا يكاد يعملون على طبق الحالة السابقة إلّا ان تكون مفيدة للوثوق والاطمينان بالبقاء ولكن اطلاق الصحيحة ينهى عن نقض اليقين بالشك مطلقا ولو لم يكن هناك وثوق واطمينان بالبقاء ما لم يكن هناك يقين آخر ينقضه.
(وكيف كان) فى قوله عليهالسلام فانه على يقين من وضوئه الخ احتمالات.
(الاول) ان يكون علة للجزاء المحذوف وقد عرفت شرحه.
(الثانى) ان يكون بنفسه جزاء للشرط وقد اشار اليه قده بقوله وجعله نفس الجزاء يحتاج الى تكلف.
(الثالث) ان يكون الجزاء قوله عليهالسلام ولا ينقض اليقين ابدا بالشك وقوله عليهالسلام فانه على يقين من وضوئه يكون توطئة له وقد اشار قده الى هذا الاحتمال فيما يأتى بقوله مع احتمال ان لا يكون قوله عليهالسلام فانه على يقين علة قائمة مقام الجزاء بل يكون الجزاء مستفادا من قوله عليهالسلام ولا ينقض وقوله فانه على يقين توطئة له والمعنى انه ان لم يستيقن النوم فهو متيقن لوضوئه السابق ويثبت على مقتضى يقينه ولا ينقضه.