أخيرا وليس
آخرا أثبت علم الطفيليات والتغذية والتغذية والإحصاءات أن لحم الخنزير يتسبب بأخطر
الأمراض ومع ذلك يتصدر لحم الخنزير موائدهم ، ولا يزال بعض اللامزين يفتري
الأقاويل على هذا الدين الحنيف الذي حرم أكل لحمه منذ خمسة عشر قرنا! أليس هذا
الإنسان بظلوم جهول؟! كلفت الحرب العالمية الثانية الإنسانية ما يزيد عن أربعين
مليون قتيل ومشوه ومن الأموال ما لو أنفق لتحسين عيش أفرادها لأعطى كل فرد من
أفرادها بيتا مستقلا ومستقبلا آمنا حتى أواخر عمره ، والإنسانية تنفق على التسلح (إحصائيات
الأمم المتحدة لعام ١٩٨٤) في كل ساعة ستين مليون دولار ، في حين يموت كل يوم خمسون
ألف طفل دون السنة الواحدة من العمر من الجوع ، ويعاني ٧٥٠ مليونا من سوء التغذية
والجوع ، و ٨٣٠ مليونا من سوء الرعاية الصحية ، وربع الإنسانية من الأمية ، وهي ما
تزال تكدس السلاح ، رغم أن عندها ما يكفي لمحو أي أثر لحياة في كرتنا الأرضية خمسا
وعشرين مرة؟
يستهلك الفرد
في الدول «المتحضرة» ما معدله السنوي مائة كيلوغرام من اللحوم والفائض منه يحوله
علفا للحيوانات ومعلبات للكلاب والقطط ، في حين يستهلك الفرد في الدول الفقيرة
التي أفقروها وسرقوا وابتزوا مواردها ثلاثة كيلوغرامات من اللحوم ، وهم يعرفون أن
الإنسان الذي يتشدقون بحماية حقوقه والدفاع عن إنسانيته ، هو بحاجة على الأقل
لمائة غرام يوميّا من اللحوم.
الإنسان هذا
الخصيم المبين ، أخطر وأفتك حيوان على وجه الأرض ، هو في طريقه لتدمير بيئته التي
يعيش عليها ، وللتدمير الذاتي ، بعد أن لوث الجو والبر والبحر ، وقضى على آلاف
الأنواع من المخلوقات الحية ظلما وجهلا ، هل أوصله إلى هذه الحالة التعيسة «من
الحضارة والرقي» إلا تجاهله للقانون الإلهي الحق واتباع قوانينه ودساتيره الوضعية.