.................................................................................................
______________________________________________________
منه ، ولكن لا يخفى أنّه لو كان لظهور إيمان الشخص وعدم إحراز فسقه اعتبار فهو بمعنى كونه طريقا إلى عدالته واقعا ، لا أنّ العدالة تجتمع مع الفسق الواقعيّ ، فإنّ المضادّة بين الفسق والعدالة لا تحتاج إلى إقامة الدليل ، وكذا الأمر في حسن الظاهر فإنّ إخبار من يعاشره أو أشخاص يعاشرونه بحسن ظاهره ، وأنّهم لم يروا منه إلّا الخير والمواظبة على الطاعات ، ذلك من إحراز الطريق إلى عدالته لا أنّ نفس حسن الظاهر بنفسه هو العدالة ؛ لأنّ الفسق المستور عن الناس لا يجتمع مع العدالة الواقعيّة.
وعلى ذلك يبقى الكلام في أنّ العدالة هي استقامة الشخص في أعماله على طبق الوظائف الشرعيّة وعدم انحرافه عنها في العمل بأنّه يطيع الله ولا يعصيه ، ولو انحرف اتفاقا في عمل من باب : الجواد قد يكبو ، وأنّ الغريق قد ينجو بذكر الله تداركه بالتوبة والاستغفار ، أو أنّ العدالة من صفات النفس لا وصف له بحسب أعماله وأفعاله وسلوكه الدينيّ.
تنبيه
وقبل التكلّم في الاحتمالين بل القولين ينبغي التنبيه لأمر ، وهو أنّ تعويد الإنسان نفسه بترك الحرام والإتيان بالواجب بحيث يشمئز من تصوّر الحرام ولحاظ وقوعه منه ، ويشتاق إلى فعل الواجب والإتيان به غير معتبر في تحقّق العدالة ، سواء قيل بأنّها ملكة فعل الواجبات وترك المحرمات أو كونها الاستقامة على الوظائف الشرعيّة وعدم الانحراف عنها ، فإنّه يوصف الشخص بأنّه عادل بدون ذلك ، فإنّه إذا خاف من سوء الحساب والابتلاء بالعقاب يوم الحساب وأوجب ذلك أي دعاه إلى ترك الحرام مع كمال ميل نفسه إليه ، والإتيان بالواجب مع صعوبته عليه ويستمرّ