حتّى أمطرت السماء وهو على المنبر (١) .
وفي صحيح البخاري : إنّه لمّا جاء الأعرابي وشكى للنبي صلىاللهعليهوآله القحط ، فدعا اللَّه فانجابت السماء بالمطر ، قال صلىاللهعليهوآله : « لو كان أبو طالب حيّاً لقرّت عيناه من ينشدنا قوله ؟ » فقال عليّ رضياللهعنه : « يا رسول اللَّه كأنّك أردت قوله :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى عصمة للأرامل » (٢) |
فتهلّل وجه النبيّ صلىاللهعليهوآله (٣) ، ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله : « .. . يستسقى الغمام بوجهه » .
ولو كان في ذلك إشراك لأنكره ولم يطلب إنشاده (٤) .
قال : وذكر القسطلاني في شرحه على البخاري عن كعب الأحبار : إنّ بني إسرائيل كانوا إذا قحطوا استسقوا بأهل بيت نبيّهم (٥) . فعلم بذلك أنّ التوسّل مشروع حتّى في الاُمم السابقة .
ووقال السيد السمهودي في خلاصة الوفاء (٦) : إنّ العادة جرت أنّ من توسّل عند شخص بمن له قدر عنده يكرمه لأجله و يقضي حاجته ،
__________________
(١) دلائل النبوّة ٦ : ١٤١ .
(٢) ديوان أبي طالب عليهالسلام : ٧٥ ، ١٩٢ ، ٢٠٠ .
(٣) صحيح البخاري ٢ : ٤٥٨ الباب ٤٦٠ ٦٥٠ الباب ٦٥٧ ، وانظر سيرة ابن إسحاق ١ : ١٩٧ ـ ١٩٨ ، وصحيح مسلم ٢ : ٦١٢ / ٨٩٧ ، وسنن أبي داوُد ١ : ٣٠٤ / ١١٧٤ ، وسنن البيهقي ٣ : ٢٥٣ ، وأعلام النبوّة للماوردي : ٧٧ ، وتاريخ جرجان للسهمي : ٢١٩ ، وأمالي الطوسي ١ : ٧٣ ، والخرايج والجرايح للراوندي ١ : ٢٩ ، والمصنّف للصنعاني ٣ : ٤٣ / ٤٩١٠ ، جامع الاُصول لابن الأثير ٧ : ١٣١ / ٤٢٨٥ و ١٤١ .
(٤) خلاصة الكلام في بيان اُمراء البلد الحرام : ٣٣٢ .
(٥) إرشاد الساري ٢ : ٢٣٨ .
(٦) انظر خلاصة الوفاء ١ : ٤١٧ ، ووفاء الوفاء ٤ : ١٩٤ .