ومن توسّل بالنبي صلىاللهعليهوآله فقد كفر (١) .
قال : وقال له رجل : إنّ التوسل مجمع عليه عند أهل السنّة حتّى ابن تيميّة ، فإنّه ذكر فيه وجهين ، ولم يذكر أنّ فاعله يكفر ، حتّى الرافضة والخوارج والمبتدعة كافة فإنّهم قائلون بصحة التوسل به صلىاللهعليهوآله ، فلا وجه لك بالتكفير أصلاً . فقال محمّد بن عبد الوهاب : إنّ عمر استسقى بالعبّاس (٢) فلم يستسق بالنبي صلىاللهعليهوآله . ومقصد محمّد بن عبد الوهّاب بذلك : أنّ العبّاس كان حيّاً وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ميّت فلا يستسقى به . فقال له ذلك الرجل : هذا حجّة عليك ، فإنّ استسقاء عمر بالعباس إنّما كان لإعلام الناس صحة التوسّل بغير النبيّ صلىاللهعليهوآله فكيف تحتج باستسقاء عمر بالعبّاس ، وعمر هو الذي روى حديث توسل آدم بالنبي صلىاللهعليهوآله قبل أن يخلق ، فالتوسّل بالنبي صلىاللهعليهوآله كان معلوماً عند عمر وغيره ، و إنّما أراد عمر أن يبيّن للناس ويعلّمهم صحة التوسل بغير النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فبهت وتحيّر و بقي على عماوته (٣) .
ومن قبائحه الشنيعة : أنّه منع الناس من زيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فبعد منعه خرج أُناس من الأحساء وزاروا النبيّ صلىاللهعليهوآله ، و بلغه خبرهم ، فلمّا رجعوا مرّوا عليه في الدرعيّة ، فأمر بحلق لحاهم ، ثمّ أركبهم مقلوبين من الدرعيّة إلى الأحساء (٤) .
ثمّ ذكر : أنّ علماء المشرق والمغرب من أهل المذاهب الأربعة ألّفوا
__________________
(١) خلاصة الكلام في بيان أُمراء البلد الحرام : ٣٠٥ .
(٢) انظر صحيح البخاري ١ : ٣٤٢ / ٩٦٤ .
(٣) خلاصة الكلام : ٣٠٧ .
(٤) خلاصة الكلام في بيان أُمراء البلد الحرام : ٣٠٦ ـ ٣٠٨ .