وقبل انتقاله إلى الرَّقة كان أبوه المعتضد اختار لتأديبه في بغداد من المحدّثين عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا من موالي بني أُمية! لكنّه صاحب «مقتل أمير المؤمنين علي» و «مقتل الحسين» (١) ففي «تاريخ نيشابور» عن ابن أبي الدنيا : أنه لما أفضت الخلافة إلى المكتفي كتب إليه :
إنّ حق التأديب حقّ الابوة |
|
عند أهل الحجى وأهل المروّة |
وأحقّ الرجال أن يحفظوا ذا |
|
ك ويرعوه أهلُ بيت النبوة! |
قال : فحمل إليّ عشرة آلاف درهم (٢)!
وكان أبوه المعتضد قد أخذ من اناس منازلهم فاتّخذ فيها المطامير للسجناء فأطلقهم المكتفي وهدم المطامير وردّ مواضعها لأصحابها وفرّق فيهم أموالاً ليعيدوا بناء منازلهم فيها (٣) ، وكان أبوه المعتضد قد أخذ من أُناس بساتينهم وحتى حوانيتهم ليبنى له فيها قصوره فأمر المكتفي بردّها إليهم (٤).
وكان المعتضد قد خلّف في بيوت الأموال تسعة آلاف ألف (ملايين) ديناراً ، ومن الفضة أربعين ألف ألف (مليون) درهماً ، واثني عشر ألف فرس وبغل وجمل وحمير (٥).
وكان المكتفي دقيقاً أسمر اللون أعين قصيراً كبير اللحية ، حسن الوجه
__________________
(١) انظر مقدمة المحقق المحمودي على مقتل أمير المؤمنين عليهالسلام.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٣٩ ، ٤٤٠ وقال : وهذا يدل على حياته في أول خلافة المكتفي.
(٣) مروج الذهب ٤ : ١٨٧.
(٤) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٣٨.
(٥) مروج الذهب ٤ : ١٤٤.