في أمر الأمّة يكون هو الإمام ، فتعيّن عليّ عليه السلام لذلك ، إذ لم توجد الصفات في غيره.
وأجيب : بمنع كون الولي بمعنى المتصرّف في أمر الدين والدنيا والأحقّ بذلك على ما هو خاصّة الإمام ، بل الناصر والمولى والمحبّ على ما يناسب ما قبل الآية ، وهو قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ)(١) وولاية اليهود والنصارى المنهيّ عن اتّخاذها ليست محمولة على التصرّف والإمامة (٢) ، بل النصرة والمحبّة وما بعدها ، وهو قوله : (وَمَن يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ)(٣) فإنّ التولّي ههنا بمعنى المحبّة والنصرة دون الإمامة ، فيجب أن يحمل ما بينهما أيضاً على النصرة ، ليتلائم أجزاء الكلام ، على أنّ الحصر إنّما يكون نفياً لمّا وقع فيه تردّد ونزاع(٤) ، ولا خفاء في أنّ ذلك(٥) عند نزول الآية لم يكن في إمامة الأئمّة الثلاثة ، وأيضاً ظاهر الآية ثبوت الولاية بالفعل في الحال ، ولا شبهة في أنّ إمامة عليّ عليه السلام إنّما كانت بعد النبي صلّى الله
__________________
(١) سورة المائدة : ٥١.
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : لنا هيهنا بحث لطيف ظريف ذكرناها في حاشية رسالة بعض الأكابر سلّمه الله.
(٣) سورة المائدة : ٥٦.
(٤) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : كما يقال : هل زيد في الدار أم عمرو؟ فيقال : إنّما هو عمرو.
(٥) قوله : (ذلك) ليس في : (م).