تقبل التأويل ، وإنّ الذين في قلوبهم مرض يسعون ـ من خلال بيان المعاني التي لا تفهم من ظاهر الآيات المتشابهة ـ إلى الوصول إلى أهدافهم اللامشروعة ، وفي الآيات المنسوخة يكون المعنى الظاهري للآية هو المعنى الذي لا يكون مراداً لله ، وليس المعنى التأويلي للآية.
يبدو أنّ اعتبار الآيات المنسوخة من المتشابه هو في حقيقته نوع توسّع في مفهوم لفظ المتشابه مستفاد من الآية السابعة من سورة آل عمران ، ولأنّ الآيات المنسوخة تشبه الآيات المتشابهة من حيث عدم إمكان العمل بهما ، فقد تمّ وضع الآيات المنسوخة في دائرة الآيات المتشابهة ، علماً بأنّ هذا التوسّع المفهومي الذي هو من باب المجاز بحاجة إلى دليل ، حيث يمكن اعتبار الروايات دليلاً على ذلك.
٣ ـ فيما يتعلّق ببحث المحكم والمتشابه في تفسير النعماني هناك بعض الأخطاء في النسخة المتداولة لهذا التفسير ، وقد عمد مصحِّح البحار إلى تصحيح بعضها ، بينما بقي البعض الآخر دون تصحيح ، من قبيل :
في بداية تفسير مفردة (الفتنة) هناك سقط في العبارة ، حيث يجب أن يكون أصل العبارة مثلاً كالآتي :
«سألوه عن المتشابه في تفسير الفتنة ؛ فقال : [هو على خمسة أوجه ، فمنه : فتنة الاختبار ، وهو قوله تعالى :] (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا ...)(١)(ص١٧)» ، حيث نشهد سقطاً للعبارة التي أوردناها بين المعقوفتين بقرينة السياق ، واعتماداً على تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٩٦.
__________________
(١) العنكبوت : ١ ـ ٢.