تنوّعاً في الموضوعات والمسائل ذات الصبغة العقائدية ، إلاّ أنّ الباحث يمكنه أن يلمس تركيزاً في الجهد التأليفي واتّجاهاً نحو التصنيف في مسائل الإمامة ، والدلائل والبشارات ، وما يتعلّق بها من مواضيع الغَيبة والرجعة وصفة الإمام المهدي عليهالسلام ، ومواضيع أخرى ذات صلة بموضوعة الإمامة كالوصيّة والفضائل والحوض والشفاعة وغيرها ، ويبدو أنّ أجواء التشنّج والاحتقان المذهبي الذي تميّز به القرن الثالث الهجري قد ألقت بظلالها على اتجاهات التأليف عند المُحَدِّثين الكُوفيّين ، لاسيّما وأنّ الكوفة كانت مسرحاً للتجاذب العقائدي بين الجماعات والمدارس الفكرية ، فضلاً عن تنافس القوى السياسية على مساحة النفوذ في المجتمع الكُوفي المحتضن ـ منذ تأسيسه ـ لتناقضات الحالة الإسلامية العامّة وتنوّعاتها الاجتماعية والنفسية والذهنية ، وكان هذا التنافس يصطبغ غالباً بالبعد العقائدي والآيديولوجي ، وكثيراً ما ساهم في هيمنة الاصطفافات الطائفية والمذهبية على المشهد السياسي والمجتمعي.
أمّا أهمّ المواضيع التي تطرّق لها المُحَدِّثون الشيعة في مصنّفاتهم ، فهي :
أوّلاً : التوحيد وتفرّعاته :
ظلّت النقاشات عن المباحث التوحيدية حامية الوطيس في المدن والأمصار الإسلامية ـ ومنها الكوفة ـ منذ أن تبنّى المأمون مسألة (خلق