والتقليد في الأحكام الإلهيّة» ومحصّل عقيدتهم يرجع إلى : عدم حجّيّة العقل في استنباط الأحكام الشرعيّة وعدم حجّيّة ظواهر الكتاب ، وحجّيّة الأخبار والروايات بالجملة. وهذا المسلك اشتهر واستولى خلال قرنين وعلى أيّة حال كان الصراع والنزاع الشديد الفكريّ بين الأخباريّين وعدّة قليل من الاصوليّين رائجا دارجا حتّى ظهر الوحيد البهبهانيّ (المتوفّى ١٢٠٥) ورجع كثير من المتأثّرين بالمسلك الأخباريّ إلى الطريق الصحيح والمنهج القويم بواسطة أفكار الوحيد.
ولا يخفى أنّ الأخباريّين أيضا كتبوا أحيانا كتبا حول الاصول ولكنّهم أرادوا بذلك كشف قواعد الاصول من الروايات والأحاديث وتطبيقها عليها وعلى هذا البناء :
أ : حسين العامليّ الكركيّ (المتوفّى ١٠٧٦) صنّف كتابه «هداية الأبرار إلى طريقة الأئمّة الأطهار عليهمالسلام» (مرتّب على مقدّمة وثمانية أبواب وخاتمة ؛ المقدّمة في بيان محلّ النزاع بين من قال بالاجتهاد ومن نفاه والأبواب في بيان صحّة الأحاديث الموجودة وأنّها حجّة وأنّ لكلّ واقعة حكما معيّنا وعليه دليل قطعيّ وبيان كيفيّة عمل القدماء وإثبات بطلان بدعة الاجتهاد والتقليد وطريق الاحتياط والغنى عن علم الاصول وذكر غفلات المتأخّرين .. (١)
ب : محمّد بن مرتضى (ملّا محسن الفيض الكاشانيّ ، المتوفّى ١٠٩١) صنّف كتابه : «الاصول الأصليّة» يشتمل على عشرة اصول مستفادة من الكتاب والسنّة ، عملها في سنة ١٠٤٤ (٢) وهو الذي ألّف كتاب سفينة النجاة في أنّ مأخذ الأحكام الشرعيّة
__________________
(١) راجع الذريعة ٢٥ : ١٦٧.
(٢) راجع لؤلؤة البحرين : ١٢٦.