عليه بناء العقلاء وعليه فلا حاجة إلى الاستدلال بالانسداد.
قال في هداية المسترشدين : ويدلّ على حجّيّته عموم البلوى باستعلام اللغات وعدم حصول الغناء عنها مع انسداد طريق القطع في كثير منها فلا مناص من الأخذ بالظنّ فيها وجريان الطريقة من الأوائل والأواخر على الاعتماد على نقل اللغة والرجوع إلى الكتب المعتمدة المعدّة لذلك من غير نكير فكان إجماعا من الكلّ والقول بعدم إفادة كلامهم للظنّ لاحتمال ابتنائه على بعض الاصول الفاسدة كالقياس في اللغة أو لعدم التخريج عن الكذب لبعض الأغراض الباطلة مع انتفاء العدالة عنهم في الغالب وفساد مذهب أكثرهم فاسد بشهادة الوجدان. والدواعي على التخريج عن الكذب قائمة غالبا سيّما في الكتب المتداولة لو لا قيام الدواعي الإلهيّة نعم لو فرض عدم إفادته للظنّ لقيام بعض الشواهد على خلافه فلا يعوّل عليه وربما يناقش في حجّيّة الظنّ في المقام لأصالة عدمها وعدم وضوح شمول أدلّة الخبر الواحد لمثله وضعفه ظاهر ممّا عرفت مضافا إلى أنّ حجّيّة الأخبار الآحاد في الأحكام مع ما فيها من وجوه الاختلال وشدّة الاهتمام في معرفتها يشير إلى حجّيّتها في الأوضاع بطريق أولى. (١)
وفيه مواقع للنظر :
منها : أنّ الرجوع إلى اللغويّ من باب كون اللغويّ من أهل الخبرة لا من باب الانسداد وإلّا فمع وجود التبادر وغيره من سائر العلائم والطرق لا انسداد كما لا يخفى.
لا يقال : إنّ اللغويّ ليس من مهرة فنّ تشخيص الحقيقة عن المجاز بل هو خبرة موارد الاستعمال. (٢) لأنّا نقول : فرض الكلام فيما إذا كان اللغويّ خبيرا بموارد الحقيقة
__________________
(١) هداية المسترشدين : ٤١.
(٢) منتهى الاصول ٢ / ٨٥.