الشأن والوجود ذهنيّا كان أو عينيّا مبرز لأحكامها ومظهر لأحوالها لا أنّ النسبة والتعلّقيّة بأحد الوجودين كي لا يكون فرق بين الاسم والحرف في حدّ ذات المعنى وحيث أنّ ذات النسبة تعلّقيّة فلا جامع ذاتيّ بين أنحائها لأنّ إلغاء التعلّق منها إخراج لها عن النسبيّة فلا بدّ من الوضع لأنحائها بجامع عنوانيّ يجمع شتاتها بل تلاحظ به وحيث أنّ النسبة بين عنوان الكذائيّة ومعنوناتها نسبة الأعمّ والأخصّ كان الوضع عامّا والموضوع له خاصّا. (١) انتهى
هذا كلّه بناء على عدم تصور الجامع الذاتيّ للمعاني الحرفيّة وأمّا مع تصوّره فالموضوع له في الحروف كالوضع عامّ ، ذهب استاذنا العراقيّ مدّ ظلّه العالي في حاشيته على الدرر للمحقّق الحائريّ قدسسره إلى إمكان تصوّر الجامع حيث قال : قلت : ينتزع العقل ممّا بين المعاني الجزئيّة جامعا بلا مئونة زائدة في المقام على سائر المقامات فكما يتصوّر الظرفيّة المندكّة في المحلّ الخاصّ كذلك يتصوّر أيضا مطلق الظرفيّة المندكّة في محلّ ما والاحتياج إلى محلّ ما هنا نظير الاحتياج إلى فاعل ما في النسب المستفادة من الأفعال ألا ترى أنّ لفظ ضرب في قولك : ضرب زيد قبل مجيء كلمة زيد يدل على النسبة إلى فاعل ما وهذا المعنى العامّ هو المتصوّر حال استعمال الحروف ألا ترى أنّ الوجدان يشهد بأنّ كلمة : في ، في جميع القضايا يكون بمعنى وليس من باب المشترك اللفظيّ وهذا المعنى هو المستفاد من كلمة : في المبدوءة بها القضيّة بعد التكلم بها وقبل التكلم بالكلمة المتّصلة بها وكما يمكن تصوّر هذا المعنى للمستعمل يمكن للواضع أيضا بلا فرق. (٢) انتهى
ولكن يمكن أن يقال إنّ الجامع المتصوّر المذكور ليس إلّا جامعا اسميّا إذ الجامع
__________________
(١) نهاية الدراية ١ / ٢٧.
(٢) الدرر ١ / ٢٥٠.