فراش محمد بن مروان (١) ونقل السيوطي عن ابن عساكر أن الوليد بن عبد الملك تزوّجها بعد عمّه محمد فولدت له إبراهيم فهو أخو مروان بن محمد لأُمّه (٢) ومع ذلك لم يسلّم له مروان كما لم يسلّم لأخيه يزيد بن الوليد قبله ، مستنداً إلى ولاية عهد الوليد بن يزيد لابنه الحكَم بن الوليد ثمّ عثمان بن الوليد فالخلافة لهما ولا يصح ليزيد بن الوليد ثمّ لإبراهيم بن الوليد حبسهما.
وكان مع مروان بن محمد بالجزيرة ستة وعشرون ألفاً من قيس وسبعة آلاف من ربيعة! فلما أتاه وفاة يزيد بن الوليد وتولّى أخيه إبراهيم بن الوليد دعا قيساً وربيعة فأعطاهم عطيّاتهم ، وولّى على قيس إسحاق بن مسلم العقيلي وعلى ربيعة المساور بن عقبة ، واستخلف على الجزيرة أخاه عبد العزيز بن محمد بن مروان وخرج منها إلى الشام ، ولقيه في طريقه خمسة آلاف آخرون من قيس مع وجوههم ، فساروا معه إلى حلب ، وبلغ ذلك إلى إبراهيم بن الوليد فأرسل أخويه بشراً ومسروراً ابني الوليد بن عبد الملك لمواجهة مروان بن محمد ، وتواجه القوم فحمل عليهم مروان بمن معه فانهزم بشر ومسرور بغير قتال فأسرهما وكثيراً من أصحابهما ثمّ أعتقهم.
ثمّ سار مروان إلى حمص فبايعوه وخرج جمع منهم معه إلى عسكر سليمان بن هشام بن عبد الملك فقاتله حتّى حوى عسكره. وبلغ ذلك إلى إبراهيم بن الوليد فخرج من دمشق بجمعه ومعه الأموال حتّى نزل باب الجابية وتهيّأ للقتال ، ودخل بعضهم إلى السجن بدمشق فقتلوا الحكم وعثمان ابني الوليد وليَّي العهد المخلوعين ليقطعوا حجة مروان بن محمد.
__________________
(١) التنبيه والإشراف : ٢٨١.
(٢) تاريخ الخلفاء : ٣٠٦.