وغيرها (اهْدِنَا الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ) (٦) أي أرشدنا اليه ويبدل منه (صِراطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)
____________________________________
وانكسر ما
قبلها فقلبت ياء ، والقراءة السبعية بفتح النون ، وقرىء شذوذا () بكسر حرف المضارعة ، وهي لغة مطردة في حرف المضارعة ،
بشرط أن لا يكون ما بعد حرف المضارعة مضموما ، فإن ضم كتقوم امتنع كسر حرف
المضارعة ، لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم ، وبشرط أن يكون المضارع من ماض مكسور
العين نحو علم ، أو في أوله همزة وصل نحو استعان ، أو تاء مطاوعة نحو تعلم. قوله :
(من توحيد) الخ ، بيان للعبادة ، وهو إشارة إلى العبادات الأصلية الاعتقادية ،
وقوله : (وغيره) إشارة إلى العبادات العملية ، من صلاة وصوم وزكاة ونحو ذلك. قوله
: (وبطلب المعونة) بالباء عطف على (بالعبادة) ولا يجوز أن يكون بالنون عطفا على (نخصك)
لخروجه عن إفادة التخصيص. قوله : (وغيرها) أي من مهمات الدنيا والآخرة.
قوله : ()
أي زدنا هداية وأدمنا عليها ، والهداية تطلق على الدلالة والتبيين وإن لم يحصل
وصول نحو ()
أي بينا لهم ، وتطلق عليهما مع الوصول للخير وهو المراد هنا ، ومادة الهداية تتعدى
لمفعولين : الأول بنفسها ، والثاني إما كذلك كما هنا ، وإما باللام أو إلى ، قال
تعالى : ().
قوله : ()
هو في الأصل الطريق الحسي ، والمراد به هنا دين الإسلام ، ففيه استعارة تصريحية
أصلية ، حيث شبه دين الإسلام بالطريق الحسي ، بجامع أن كلا موصل للمقصود ، واستعير
اسم المشبه به للمشبه ، وأصل صراط بالصاد سراط بالسين ، وبها قرأ قنبل حيث ورد : أبدلت
صادا لأجل حرف الاستعلاء ، وقد تشم الصاد زايا وبه قرأ خلف وكلها سبعي ، لكن لم
ترسم في المصحف إلا بالصاد و ()
يذكر ويؤنث ، فالتذكير لغة تميم ، والتأنيث لغة الحجاز ، وجمعه صرط ككتاب وكتب. قوله
: ()
اسم فاعل من استقام ، أي استوى من غير اعوجاج ، وأصله مستقوم أعل كإعلال ()
قوله : (ويبدل منه) أي بدل كل من كل ، أتى به زيادة في مدح الصراط.
قوله : ()
الإنعام إيصال الإحسان إلى الغير ، بشرط أن يكون ذلك الغير من العقلاء ، فلا يقال
: أنعم فلان على فرسه ، ولا على حماره. قوله : (بالهداية) أشار بذلك إلى أن المراد
بالمنعم عليهم المؤمنون ، وهو أحد أقوال للمفسرين ، وقيل : هم المذكورون في قوله
تعالى : ()
وقيل : هم الأنبياء خاصة ، وقيل : المراد بهم أصل؟؟؟ فهدينا؟؟؟ موسى وعيسى قبل
التحريف والنسخ ، وحذف متعلق ()
ليؤذن بالعموم ، فيشمل كل نعمة ، ونعم الله تعالى لا تحصى باعتبار أفرادها ، قال
تعالى : ()
وأما باعتبار جملتها فتحصى لأنها قسمان : دنيوية وأخروية. والأول : إما وهبي أو
كسبي ، والوهبي : إما روحاني كنفخ الروح والتزيين بالعقل والفهم والفكر والنطق ،
أو جسماني كتخلق البدن والقوى الحالة فيه والصحة وكمال الأعضاء ، والكسبي كتزكية
النفس وتخليتها عن الرذائل وتحليتها بالأخلاق السنية والفضائل. والثاني : وهو
الأخروي ، أنه يغفر ما فرط منه ، وينزله أعلى عليين مع الملائكة المقربين أبد
الأبدين ودهر الداهرين. قوله : ()
لفظ ()
الأول في محل نصب على المفعولية ، والثاني في