قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٤ ]

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٤ ]

تحمیل

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٤ ]

464/480
*

وغيرها (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (٦) أي أرشدنا اليه ويبدل منه (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)

____________________________________

وانكسر ما قبلها فقلبت ياء ، والقراءة السبعية بفتح النون ، وقرىء شذوذا (نَسْتَعِينُ) بكسر حرف المضارعة ، وهي لغة مطردة في حرف المضارعة ، بشرط أن لا يكون ما بعد حرف المضارعة مضموما ، فإن ضم كتقوم امتنع كسر حرف المضارعة ، لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم ، وبشرط أن يكون المضارع من ماض مكسور العين نحو علم ، أو في أوله همزة وصل نحو استعان ، أو تاء مطاوعة نحو تعلم. قوله : (من توحيد) الخ ، بيان للعبادة ، وهو إشارة إلى العبادات الأصلية الاعتقادية ، وقوله : (وغيره) إشارة إلى العبادات العملية ، من صلاة وصوم وزكاة ونحو ذلك. قوله : (وبطلب المعونة) بالباء عطف على (بالعبادة) ولا يجوز أن يكون بالنون عطفا على (نخصك) لخروجه عن إفادة التخصيص. قوله : (وغيرها) أي من مهمات الدنيا والآخرة.

قوله : (اهْدِنَا) أي زدنا هداية وأدمنا عليها ، والهداية تطلق على الدلالة والتبيين وإن لم يحصل وصول نحو (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) أي بينا لهم ، وتطلق عليهما مع الوصول للخير وهو المراد هنا ، ومادة الهداية تتعدى لمفعولين : الأول بنفسها ، والثاني إما كذلك كما هنا ، وإما باللام أو إلى ، قال تعالى : (يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).

قوله : (الصِّراطَ) هو في الأصل الطريق الحسي ، والمراد به هنا دين الإسلام ، ففيه استعارة تصريحية أصلية ، حيث شبه دين الإسلام بالطريق الحسي ، بجامع أن كلا موصل للمقصود ، واستعير اسم المشبه به للمشبه ، وأصل صراط بالصاد سراط بالسين ، وبها قرأ قنبل حيث ورد : أبدلت صادا لأجل حرف الاستعلاء ، وقد تشم الصاد زايا وبه قرأ خلف وكلها سبعي ، لكن لم ترسم في المصحف إلا بالصاد و (الصِّراطَ) يذكر ويؤنث ، فالتذكير لغة تميم ، والتأنيث لغة الحجاز ، وجمعه صرط ككتاب وكتب. قوله : (الْمُسْتَقِيمَ) اسم فاعل من استقام ، أي استوى من غير اعوجاج ، وأصله مستقوم أعل كإعلال (نَسْتَعِينُ.) قوله : (ويبدل منه) أي بدل كل من كل ، أتى به زيادة في مدح الصراط.

قوله : (الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) الإنعام إيصال الإحسان إلى الغير ، بشرط أن يكون ذلك الغير من العقلاء ، فلا يقال : أنعم فلان على فرسه ، ولا على حماره. قوله : (بالهداية) أشار بذلك إلى أن المراد بالمنعم عليهم المؤمنون ، وهو أحد أقوال للمفسرين ، وقيل : هم المذكورون في قوله تعالى : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) وقيل : هم الأنبياء خاصة ، وقيل : المراد بهم أصل؟؟؟ فهدينا؟؟؟ موسى وعيسى قبل التحريف والنسخ ، وحذف متعلق (أَنْعَمْتَ) ليؤذن بالعموم ، فيشمل كل نعمة ، ونعم الله تعالى لا تحصى باعتبار أفرادها ، قال تعالى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) وأما باعتبار جملتها فتحصى لأنها قسمان : دنيوية وأخروية. والأول : إما وهبي أو كسبي ، والوهبي : إما روحاني كنفخ الروح والتزيين بالعقل والفهم والفكر والنطق ، أو جسماني كتخلق البدن والقوى الحالة فيه والصحة وكمال الأعضاء ، والكسبي كتزكية النفس وتخليتها عن الرذائل وتحليتها بالأخلاق السنية والفضائل. والثاني : وهو الأخروي ، أنه يغفر ما فرط منه ، وينزله أعلى عليين مع الملائكة المقربين أبد الأبدين ودهر الداهرين. قوله : (عَلَيْهِمْ) لفظ (عَلَيْهِمْ) الأول في محل نصب على المفعولية ، والثاني في