قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٤ ]

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٤ ]

تحمیل

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٤ ]

163/480
*

فأجابها : بأنها حرّمت عليه ، على ما هو المعهود عندهم من أن الظهار موجبة فرقة مؤبدة ، وهي خولة بنت ثعلبة ، وهو أوس بن الصامت (وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) وحدتها وفاقتها ، وصبية صغارا إن ضمتهم إليه ضاعوا ، أو إليها جاعوا (وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما) تراجعكما (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (١)

____________________________________

ندم ، فهل من شيء يجمعني وإياه تنعشني به؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حرمت عليه ، فقالت : يا رسول الله والذي أنزل عليك ما ذكر الطلاق ، وإنه أبو ولدي وأحب الناس إليّ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حرمت عليه ، فقالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ، قد طالت له صحبتي ، ونفضت له بطني ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا ما أراك إلا قد حرمت عليه ، ولم أومر في شأنك بشيء ، فجعلت تراجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإذا قال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حرمت عليه هتفت وقالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي وشدة حالي ، وإن لي صبية صغارا ، إن ضممتهم إلي جاعوا ، وإن ضممتهم إليه ضاعوا ، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللهم أشكو إليك ، اللهم فأنزل على لسان نبيك فرجي ، فكان هذا أول ظهار في الإسلام ، فقامت عائشة تغسل شق رأسه الآخر ، فقالت : انظر في أمري جعلني الله فداك يا رسول الله ، فقالت عائشة : اقصري حديثك ومجادلتك ، أما رأيت وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ كان إذا نزل الوحي ، أخذه مثل السبات أي النوم ، فلما قضى الوحي قال : ادعي لي زوجك ، فدعته فتلا عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) الآيات إلى قوله : (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ.) وروى الشيخان عن عائشة قالت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة خولة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكلمته ، وأنا في جانب البيت ، وما أسمع ما تقول ، فأنزل الله (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) الآيات ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم لزوجها : هل تستطيع العتق؟ فقال : لا والله ، فقال : هل تستطيع الصوم؟ فقال : لا والله ، إني أن أخطأني الأكل في اليوم مرة أو مرتين ، كلّ بصري ، وظننت أني أموت ، قال : فأطعم ستين مسكينا ، قال : ما أجد إلا أن تعينني منك بمعونة وصلة ، فأعانه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخمسة عشر صاعا ، فتصدق بها على ستين مسكينا. وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بها في زمن خلافته ، وهو على حمار والناس حوله ، فاستوقفته طويلا ووعظته وقالت : يا عمر قد كنت تدعى عميرا ، ثم قيل لك يا عمر ، ثم قيل لك يا أمير المؤمنين ، فاتق الله يا عمر ، فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت ، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب ، وهو واقف يسمع كلامها ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، أتقف لهذه العجوز هذا الموقف؟ فقال : والله لو حسبتني من أول النهار إلى آخره ، لا زلت إلا للصلاة المكتوبة ، أتدرون من هذه العجوز؟ هي خولة بنت ثعلبة ، سمع الله قولها من فوق سبع سماوات ، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر؟ قوله : (عن ذلك) أي عن حكمه ، هل هو فراق أو لا؟ قوله : (فأجابها بأنها حرمت عليه) أي وجوابه التحريم ، دال على استمرار الحرمة التي كانت في الجاهلية ، لأنه لا ينطق عن الهوى. قوله : (وهي خولة بنت ثعلبة) أي ابن مالك الخزرجية. قوله : (وهو أوس بن الصامت) أي أخو عبادة بن الصامت. قوله : (وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) أي تتضرع إلى الله. قوله : (وفاقتها) أي فقرها ، وقوله : (وصبية) الجمع لما فوق الواحد ، لأنهما كانا ولدين.

قوله : (ضاعوا) أي من عدم تعهد الخدمة ، وقوله : (جاعوا) أي من عدم النفقة لفقرها ، ولعل