بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة فاطر
مكيّة
وهي خمس أو ست وأربعون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) حمد الله تعالى نفسه بذلك ، كما بين في أول سبأ (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خالقهما على غير مثال سبق (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) إلى الأنبياء
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة فاطر مكية
وهي خمس أو ست وأربعون آية
أي تسمى سورة الملائكة أيضا. قوله : (حمد الله تعالى نفسه) أي تعظيما لنفسه ، وتعليما لخلقه كيفية الثناء عليه ، فأل في الحمد الصادر منه تعالى ، يحتمل أن تكون للاستغراق أو للجنس ، ولا يصح أن تكون عهدية ، لأنه لم يكن ثم شيء معهود غير الحاصل بهذه الجملة ، وأما في كلام العباد ، فالأولى أن تكون عهدية ، والمعهود هو الحمد الصادر منه تعالى لنفسه. قوله : (كما بين في أول سورة سبأ) أي حيث قال هناك : حمد تعالى نفسه بذلك ، المراد به الثناء بمضمونه من ثبوت الحمد ، وهو الوصف الجميل ، وعلم أن السور المفتتحة بالحمد أربع : الأنعام والكهف وسبأ وفاطر ، وحكمة افتتاحها بذلك ، أن فيها تفصيل النعم الدينية والدنيوية التي احتوت عليها الفاتحة. قوله : (على غير مثال ذلك) أي وإن كان لهما مادة ، وهو النور المحمدي ، فالمنفي المثال السابق فقط.
قوله : (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ) نعت ثاني للفظ الجلالة ، و (جاعِلِ) وإن كان بمعنى المضي ، إلا أنه للاستمرار ، فباعتبار دلالته على المضي ، تكون إضافته محضة ، فيصلح لوصف المعرفة به ، وباعتبار دلالته على الحال والاستقبال ، يصلح للعمل في (رُسُلاً). قوله : (إلى الأنبياء) أي بالوحي ، وحينئذ فيراد بعض الملائكة لا كلهم ، وعبارة البيضاوي أوضح من هذه وأولى ، ونصها : جاعل الملائكة رسلا وسائط بين الله تعالى ، وبين أنبيائه والصالحين من عباده ، يبلغون إليهم رسالاته بالوحي والإلهام والرؤيا الصالحة ، أو بينه وبين خلقه يوصلون إليهم آثار صنعه.