وعن ابن عمر قال : إذا توفّي العبد المؤمن أرسل الله ملكين ، وأرسل إليه تحفة من الجنة فيقال لها: اخرجي أيّتها النفس المطمئنة إلى روح وريحان وربّ عنك راض ، فتخرج كأطيب ريح مسك وجده أحد في أنفه ، والملك على أرجاء السماء يقولون : قد جاء من الأرض روح طيبة ونسمة طيبة ، فلا تمرّ بباب إلّا فتح لها ، ولا بملك إلّا صلّى عليها ، حتّى يؤتى بها إلى الرحمن ، ثمّ يقال لميكائيل : اذهب بهذه فاجعلها مع أنفس المؤمنين.
ثمّ يؤمر فيوسّع عليه قبره سبعون ذراعا [ عرضه ، سبعون ذراعا ] طوله ، وينبذ له فيه الريحان ، فان كان معه شيء من القرآن كفاه نوره ، وإن لم يكن جعل له نور مثل نور الشمس في قبره ، فيكون مثله مثل العروس ينام ولا يوقظه إلّا أحبّ أهله (١) .
وعن سعيد بن جبير قال : مات ابن عباس بالطائف ، فشهدت جنازته ، فجاء طائر لم ير مثله وعلى خلقته ، فدخل نعشه ، ثمّ لم ير خارجا منه فلمّا دفن تليت هذه الآية على شفير قبره لا يرى من تلاها : ﴿يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾(٢) .
عن الصادق عليهالسلام أنّه سئل : هل يكره المؤمن على قبض روحه ؟ قال : « لا والله ، إنّه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع لذلك ، فيقول له ملك الموت : يا وليّ الله لا تجزع ، فو الذي بعث محمدا لأنا أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك ، افتح عينيك فانظر ، فيمثّل [ له ] رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهمالسلام رفقاؤك ، فيفتح عينيه فينظر ، فينادي روحه مناد من قبل ربّ العزّة فيقول : يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ، ارجعي إلى ربّك راضية بالولاية مرضية بالثواب ، فادخلي في عبادي يعني محمدا وأهل بيته - وادخلي جنّتي. فما من شيء أحبّ إليه من استلال روحه واللّحوق بالمنادي » (٣) .
وعنه عليهالسلام في هذه الآية : « يعني الحسين بن على عليهماالسلام » (٤) .
وعنه عليهالسلام : « اقرءوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم ، فانّها سورة الحسين بن على عليهماالسلام ، من قرأها كان مع الحسين عليهالسلام يوم القيامة في درجته من الجنة » (٥) .
ومنّ الله علينا بالتوفيق لتلاوتها ، كما منّ لاتمام تفسيرها.
__________________
(١و٢) تفسير روح البيان ١٠ : ٤٣٢.
(٣) الكافي ٣ : ١٢٧ / ٢ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٢٨.
(٤) تفسير القمي ٢ : ٤٢٢ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٢٨.
(٥) ثواب الأعمال : ١٢٣ ، مجمع البيان ١٠ : ٧٣٠ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٢٨.