أنه يعطيكم التوراة (أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ) مدة مفارقتي إياكم (أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَ) يجب (عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ) بعبادتكم العجل (فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) (٨٦) وتركتم المجيء بعدي (قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) مثلث الميم أي بقدرتنا أو أمرنا (وَلكِنَّا حُمِّلْنا) بفتح الحاء مخففا وبضمها وكسر الميم مشددا (أَوْزاراً) أثقالا (مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ) أي حلي قوم فرعون استعارها منهم بنو إسرائيل بعلة عرس فبقيت عندهم (فَقَذَفْناها) طرحناها في النار بأمر السامري (فَكَذلِكَ) كما ألقينا (أَلْقَى السَّامِرِيُ) (٨٧) ما معه من حليهم ومن التراب الذي أخذه من أثر حافر فرس جبريل على الوجه الآتي (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً) صاغه من الحلي (جَسَداً) لحما ودما (لَهُ خُوارٌ) أي صوت يسمع أي انقلب كذلك بسبب التراب الذي أثره الحياة فيما يوضع فيه ووضعه بعد صوغه في فمه (فَقالُوا) أي السامري وأتباعه (هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ) (٨٨) موسى ربه هنا وذهب يطلبه. قال تعالى (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنه (يَرْجِعُ) العجل (إِلَيْهِمْ قَوْلاً) أي لا يرد لهم جوابا (وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا) أي دفعه (وَلا نَفْعاً) (٨٩) أي فكيف يتخذ إلها؟ (وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ) أي قبل أن يرجع موسى (يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي) في عبادته (وَأَطِيعُوا أَمْرِي) (٩٠) فيها (قالُوا لَنْ نَبْرَحَ) نزال (عَلَيْهِ
____________________________________
قوله : (أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ) المعنى إن كان الحامل لكم على عبادة العجل والمخالفة طول العهد ، فإنه لم يطل ، وإن كان الحامل لكم على ذلك غضب الله عليكم ، فلا يليق من العاقل التعرض لغضب الله عليه. قوله : (وتركتم المجيء بعدي) أي لأنه وعدهم أن يتبعوه على أثر للميقات ، فخالفوا واشتغلوا بعبادة العجل. قوله : (ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) أي لأنا لو خلينا وأنفسنا ما أخلفنا ، ولكن السامري سول لنا وغلب على عقولنا فأطعناه. قوله : (مثلث الميم) أي وكلها قراآت سبعيات. قوله : (وبضمها وكسر الميم) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (استعارها منهم بنو إسرائيل) أي قبل مسخ أموالهم. قوله : (بعلة عرس) أي إن بني إسرائيل أظهروا أن العلة في استعارتها هو العرس ، وفي الواقع ليس كذلك. قوله : (بأمر السامري) أي فقال لهم : تأخر عنكم موسى لما معكم من الأوزار ، فالرأي أن تحفروا لها حفيرة ، وتوقدوا فيها نارا ، وتقذفوها فيها لتخلصوا من ذنبها.
قوله : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً) هذا من كلامه تعالى حكاية عن فتنة السامري ، فهو معطوف على قوله (وأضلهم السامري). قوله : (جَسَداً) حال من العجل ، ولا يقال جسد إلا للحيوان ، ولا يقال لغيره جسد إلا للزعفران ، والدم إذا يبس. قوله : (وأتباعه) أي الذين ضلوا وصاروا يساعدونه على من توقف من بني إسرائيل. قوله : (أَفَلا يَرَوْنَ) الاستفهام للتوبيخ والتقريع. قوله : «أن» (مخففة من الثقيلة) أي فقوله : لا (يَرْجِعُ) بالرفع في قراءة العامة.
قوله : (وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ) الخ ، أي فنصحهم هارون قبل رجوع موسى. قوله : (وَإِنَ