يلاحظ عليه بأمرين :
أ. انّ المضمون غريب ، إذ كيف تكون نية المؤمن العارية عن العمل ، خير من عمله ، ومثله نيّة الكافر مع أنّ العمل أفضل من النيّة العارية للمؤمن وعلى العكس في الكافر ، والغرابة في المضمون تعدّ من مضعفات الاحتجاج بالرواية المذكورة.
ب. انّ الحديث وُجِّه في بعض الروايات بوجهين :
فتارة : فسر « الخير » في الحديث بالكثرة ، بمعنى انّ نية المؤمن أكثر وأوسع من عمله كما انّ نية الكافر أكثر وأوسع من عمله ، فالمؤمن يبغي الخير الكثير ولا ينال إلا القليل كما انّ الكافر يبغي الشر الكثير ولا ينال إلا القليل لضيق قدرته. وقد روى الحسن بن حسين الأنصاري ، عن بعض رجاله ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه كان يقول :
« نيّة المؤمن أفضل من عمله ذلك لأنّه ينوي من الخير مالا يدركه ، ونيّة الكافر شرٌّ من عمله وذلك لأنّ الكافر ينوي الشر ويأمل من الشر مالا يدركه ». (١)
وأُخرى : بأنّ نيّة المؤمن بعيدة عن الرياء دون عمله ، فقد روى زيد الشحام ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليهالسلام : إنّي سمعتك تقول : نيّة المؤمن خير من عمله فكيف تكون النية خيراً من العمل؟ قال : « لأنّ العمل ربما كان رياء للمخلوقين والنية خالصةً لربِّ العالمين ، فيعطي عزّ وَجَلّ على النية مالا يعطي على العمل ». (٢)
والتوجيه يختص بنيّة المؤمن ويبقى الإشكال في نية الكافر على حاله.
__________________
١. الوسائل : ١ ، الباب ٦ من أبواب مقدّمات العبادات ، الحديث ١٧.
٢. المصدر السابق ، الحديث ١٥.