وروى البلاذري قال : كتب يزيد إلى ابن زياد : أمّا بعد ، فزد أهل الكوفة أهل السمع والطاعة في اعطياتهم مئة مئة (١).
وحكى المسعودي : أنه بعد قتل الحسين عليهالسلام جلس ذات يوم على شرابه وقد دعا إليه ابن زياد فأجلسه عن يمينه وأقبل على ساقيه وقال له :
اسقني شربة تروّي مشاشي |
|
ثمّ مر فاسق مثلها ابن زياد |
صاحب السرّ والأمانة عندي |
|
ولتسديد مغنمي وجهادي |
ثمّ أمر المغنّين فغنّوا له بها. وغلب على أصحاب يزيد وعمّاله ما كان يفعله من الفسوق ، وفي أيّامه ظهر الغناء بمكّة والمدينة واستعملت الملاهي وأظهر الناس شرب الشراب!
وكان يزيد صاحب جوارح وكلاب ، وفهود وقرود! وكان له قرد يكنّيه بأبي قيس! يحضره مجلس منادمته ويطرح له متّكئا! وكان قردا خبيثا ، وكان يحمله على أتان وحشيّة قد ريّضت وذلّلت لذلك بسرج ولجام ، ويسابق بها الخيل يوم حلبة السباق ، وكان يلبس قرده أبا قيس قباء مشمّرا من الحرير الأحمر والأصفر ، ويجعل على رأسه قلنسوة بشقائق من الحرير ذات ألوان ، وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمّع بألوان ، فسبق يوما على الخيل فتناول قصب السباق ودخل في الحجرة ، فقال في ذلك اليوم بعض شعراء الشام :
تمسّك أبا قيس بفضل عنانها |
|
فليس عليها إن سقطت ضمان! |
ألا من رأى القرد الذي سبقت به |
|
جياد أمير المؤمنين! أتان (٢) |
__________________
(١) أنساب الأشراف ٣ : ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، الحديث ٢٢٧.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٦٧ ـ ٦٨.