قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

موسوعة التاريخ الإسلامي [ ج ٦ ]

موسوعة التاريخ الإسلامي [ ج ٦ ]

165/541
*

تمسح عنه التراب وتقول : هنيئا لك الجنة! فأمر شمر غلامه رستم فضرب رأسها فماتت إلى جانبه (١).

وإنما كان فرسان أصحاب الإمام اثنتين وثلاثين فارسا فأخذوا يحملون على جوانب من خيل أهل الكوفة فلا يحملون على جانب منهم إلّا كشفوه وهزموهم. وكان على خيل أهل الكوفة عزرة بن قيس التميمي ، فلما رأى أنّ خيله تنكشف من كلّ جانب ، بعث إلى ابن سعد أن ابعث على أصحاب الحسين الرجّالة والرماة.

فعرض ابن سعد على شبث بن ربعي التميمي أن يتقدم بالرّماة إليهم ، فتمرّد شبث وقال : سبحان الله! أتعمد إلى شيخ مضر بل شيخ أهل المصر عامة تبعثه في الرّماة! ألا تجد غيري من تندبه لهذا ويجزي عنك؟!

فدعا ابن سعد الحصين بن تميم التميمي فبعث معه خمسمئة من الرّماة ولا بسي التجافيف من الرجّالة. فلما دنوا من الحسين عليه‌السلام رشقهم أصحابه بالنبال ، فعقرت النبال خيولهم وترجّلوا عنها ، وتراجعوا (٢).

وقاتلهم أصحاب الحسين عليه‌السلام أشدّ القتال ، وأعداؤهم لا يقدرون على أن يأتوهم إلّا من وجه واحد ، لاجتماع خيمهم وتقارب بعضها من بعض.

فلما رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالا يقوّضون الخيم يمينا وشمالا ليحيطوا بهم ، فتفرق أصحاب الحسين عليه‌السلام ثلاثة وأربعة بين الخيم يشدّون على المقوّضين للخيم يرمونهم فيعقرونهم ويقتلون منهم فنادى بهم ابن سعد قال : أحرقوها بالنار!

__________________

(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٣٨ عن أبي مخنف ، وليس في الإرشاد.

(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٣٦ عن أبي مخنف ، ومختصر في الإرشاد ٢ : ١٠٤.