أينما كنّا، وهذا معنى قول السلف : إنّه معهم بعلمه. قال : وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته. قال : ويقول أبو الصبي الذي فوق السقف : لا تخف أنا معك تنبيهاً على المعيّة الموجبة بحكم الحال [دفع المكروه] (١) .
وقال في موضع آخر من الرسالة : مَن عَلِمَ أنّ المعيّة تضاف إلى كلّ نوع من أنواع المخلوقات كإضافة الربوبيّة مثلا، وأنّ الاستواء على العرش ليس إلاّ العرش، وأنّ الله يوصف بالعلو والفوقيّة الحقيقيّة، ولا يوصف بالسفول ولا بالتحتيّة قطّ، لا حقيقةً ولا مجازاً، عَلِمَ أنّ القرآن على ما هو عليه من غير تحريف (٢) .
ثمّ قال : بل عند المسلمين أنّ الله في السماء، وهو على العرش واحد; إذ السماء إنّما يراد بها العلو، فالمعنى : الله في العلو لا في السفل (٣) .
واستدلّ على جواز الإشارة الحسيّة إليه تعالى بالأصابع ونحوها بما صـحّ أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبة عرفات جعل يقول : «ألا هل بلّغت» فيقولون : نعم.فيرفع إصبعه إلى السماء وينكثها إليهم ويقول : «اللّهم اشهد» غير مرّة (٤) (٥) .انتهى موضع الحاجة، وخُذ بمجامع كلامه حتّى تعرف صدق الشهادات عليه بأنّه اعتقد الجهة فوق سماواته على عرشه.
وقال في الجزء الأوّل من منهاج السنّة في صفحة ١٨٣ عند قوله :
____________________
(١) أضفناه من المصدر، انظر مجموعة الفتاوى ٥ : ٦٨ - ٦٩.
(٢) مجموعة الفتاوى ٥ : ٧٠.
(٣) مجموعة الفتاوى ٥ : ٦٨ - ٧٠، الفتوى الحموية الكبرى : ٥٢١ - ٥٢٦.
(٤) مسند أحمد بن حنبل ٤ : ٧٦ و ٥ : ٣٧، صحيح البخاري ٣ : ٦ باب ٣، صحيح مسلم ٣ : ١٣٠٥ / ١٦٧٩، الكافي للكليني ٧ : ٢٧٣ / ١٢، دعائم الإسلام ٢ : ٤٨٤ / ١٧٢٩، سنن ابن ماجة ٢ : ١٢٩٧ / ٣٩٣١.
(٥) مجموعة الفتاوى ٥ : ١٤، الفتوى الحموية الكبرى : ٢٢١.