ثم ركب راحلته فسعى بين الصفا والمروة على راحلته ، فلما أتمّ المشوار السابع عند المروة نحر هديه هناك ـ أو بين المروة والصفا ـ وقال : هذا المنحر ، وكلّ فجاج مكة منحر (١) ثم حلق رأسه خراش بن أميّة الخزاعي عند المروة (٢).
__________________
ـ الذي وضعه ابراهيم عليهالسلام عند جوار البيت ، فلم يزل هناك ، حتى حوّله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم (وكذلك كان في عمرة القضاء) فلما فتح النبي صلىاللهعليهوآله مكة ردّه إلى الموضع الذي وضعه فيه ابراهيم عليهالسلام».
وروى السجستاني في مسند عائشة : ٨٢ ، الحديث ٧٣ عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير (عن خالته عائشة قالت): «كان رسول الله يصلي إلى صقع البيت ليس بينه وبين البيت شيء ، وأبو بكر ، وعمر صدرا من إمارته ، ثم إنّ عمر ردّ الناس إلى المقام. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٥ : ٧٥ وعبد الرزاق في المصنف ٥ : ٤٨ وابن حجر في فتح الباري ٦ : ٤٠٦ و ٨ : ١٦٩ والازرقي في أخبار مكة ٢ : ٣٠ وكذلك القاسمي ١ : ٤٤٢ و ٤٥٤ وابن كثير في التفسير ١ : ٣٨٤. وتمام الخبر السابق عن الكليني والصدوق عن الباقر عليهالسلام قال : «فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر بن الخطّاب فسأل الناس : من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟! فقال رجل : أنا ، قد كنت أخذت مقداره بنسع (قيد من جلد) فهو عندي! فقال : ائتني به! فأتاه به ، فقاسه ، ثم ردّه إلى هذا المكان».
وروى الكليني كذلك في روضة الكافي : ٥١ عن علي عليهالسلام خطبة قال فيها : «قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله متعمدين لخلافه ناقضين لعهده مغيّرين لسنّته! ولو حملت الناس على تركها وحوّلتها إلى مواضعها وإلى ما كانت عليه على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله لتفرق عنّي جندي وبقيت وحدي .. أرأيتم لو أمرت بمقام ابراهيم عليهالسلام فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله .. إذا لتفرّقوا عنّي ..».
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٧٣٦ وانظر وسائل الشيعة ١٤ : ٨٨ ومستدرك الوسائل ١٠ : ٨٣.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٧٣٧.