قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٥ ]

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٥ ]

    تحمیل

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٥ ]

    161/662
    *

    تسعين سنة ، فنادى : من يبارزني ؟ ثمّ أقبل تجول فرسه ويرتجز ويقول :

    و لقد بححت من النّدا

    ءبجمعكم : هل من مبارز ؟

    إلى آخره. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من لهذا الكلب » ؟ فلم يجبه أحد. فوثب عليّ عليه‌السلام فقال : « أنا له يا رسول الله » فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا علي هذا عمرو بن عبدودّ ، فارس يليل » (١) فقال : « أنا عليّ بن أبي طالب » فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ادن منّي » فدنا منه ، فعمّمه بيده ، ودفع إليه سيفه ذا الفقار ، وقال : « اللهمّ احفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله » فذهب عليّ عليه‌السلام وهو يهرول ، ويقول :

    « لا تعجلن فقد أتا

    ك مجيب صوتك غير عاجز » (٢)

    إلى آخره.

    روى العامة والخاصة أنّه لمّا برز عليّ عليه‌السلام إلى عمرو قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « برز الايمان كلّه إلى الكفر كلّه » (٣) .

    فقال عمرو : من أنت ؟ قال : « أنا علي بن أبي طالب ، ابن عمّ رسول الله وختنه » فقال : والله إن أباك كان لي صديقا ، وإني لأكره أن اقتلك ما أمن ابن عمّك أن اختطفك برمحي ، فأتركك شائلا بين السماء والأرض ، لا حيّ ولا ميت !

    فقال له علي عليه‌السلام : « إنّي احبّ أن أقتلك ، وقد علم ابن عمّي أنّك إن قتلتني دخلت في الجنّة وأنت في النار ، وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنّة » فقال عمرو : كلتاهما لك ، تلك قسمة ضيزى.

    فقال عليّ عليه‌السلام : « إني سمعت منك يا عمرو أنّك قلت لا يعرض عليّ أحد في الحرب ثلاث خصال إلّا أجبته إلى واحدة منها ، وأنا أعرض عليك ثلاث » قال : هات. إلى أن قال : « فالثالثة أن تنزل من فرسك وتقاتلني راجلا حتى انابذك » فوثب عن فرسه وعرقبه ، ثمّ بدا فضرب عليا عليه‌السلام بالسيف على رأسه ، فاتّقاه عليّ عليه‌السلام بدرعه أو بدرقته فقطعها ، وثبت السيف على رأسه ، فضربه عليّ عليه‌السلام على موضع الرّداء من عنقه فسقط ، فكبّر المسلمون ، فعرف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من تكبيرهم أنّ عليّا قتل عمرا ، فقال : « لا فتى إلّا عليّ ، لا سيف إلّا ذو الفقار » (٤) .

    وفي رواية : قال عليّ عليه‌السلام لعمرو : « أما كفاك أنّي بارزتك حتى استعنت عليّ بظهير ؟ ! » فالتفت عمرو إلى خلفه ، فضربه عليّ عليه‌السلام مسرعا على ساقيه فقطعهما فسقط ، فجلس عليّ على صدره وذبحه ،

    __________________

    (١) يليل : موضع ، وهو وادي ينبع ، أو وادي الصفراء دوين بدر ، وفارس يليل : لقب عمرو بن عبدودّ. « لسان العرب - يليل - ١١ : ٧٤٠ » .

    (٢) تفسير القمي ٢ : ١٨٢ ، تفسير الصافي ٤ : ١٧٥.

    (٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ : ٦١ ، نهج الحق : ٢١٧ ، كنز الفوائد ١ : ٢٩٧ ، تأويل الآيات ٢ : ٤٥١ / ١١.

    (٤) تفسير القمي ٢ : ١٨٤ ، تفسير الصافي ٤ : ١٧٦ ، تفسير روح البيان ٧ : ١٤٥.