الشيخ الأنصاري ذكر أنّ هذه الدورة هي الدورة الثلاثين لتدريس المكاسب ، وهذا أمر غريب عند من يعرف أن دورة المكاسب تستغرق سنتين على أقل تقدير ، فكيف تكون هذه الدورة الثلاثين ولم يتجاوز عمر المترجم له في تلك الدورة العشرة الخامسة من عمره الشريف؟!
أقول : من المحتمل قويا أن يكون للشيخ في اليوم الواحد درسان في المكاسب إضافة إلى دروسه الأخرى.
وقد كان مدرّسا بارزا في جامعة النجف الدينية التي أسسها سماحة الحاج محمد تقي اتفاق وكان عميدها السيّد محمد كلانتر ، فكان ملازما للتدريس هناك عصرا وبعد انتهاء درسيه فيها كان يعود إلى مسجد صاحب الجواهر لإقامة صلاة الجماعة هناك ، ولم يتخلف عن التدريس فيها ولا يوما واحدا.
عمله الاجتماعي :
١ ـ عند ما انتقل المترجم له إلى حيّ الحنانة بعد أن بنى له بيتا هناك وكان والده يقيم الجماعة في جامع الشيخ صاحب الجواهر قدسسره كان يؤم جامع الحنانة لأداء الصلاة فيه منفردا ، وعند ما شاهده بعض الساكنين هناك وبعض الفلاحين الذين يرتادون جامع الحنانة أخذوا في الائتمام به في الصلاة فتكونت صلاة جماعة في ذلك الجامع.
وبعد رحيل والد المترجم له (آية الله الشيخ عبد الرسول صاحب الجواهر) إلى الرفيق الأعلى انتقل المترجم له إلى جامع صاحب الجواهر ليؤم الناس هناك.
٢ ـ وكان رحمهالله قد اقترح على أهالي حيّ الحنانة أن تحيى ليالي شهر رمضان بمجالس دينية يقرأ فيها التعزية مع النصائح والإرشادات تدور في البيوت كل ليلة في بيت أحد المؤمنين ، حيث لم يكن من المقدور في ذلك الزمان التبليغ بأكثر من هذا الأمر ، فكانت تدار تلك المجالس بأحسن وجه ، وكان هو ممّن يدعو إلى حضور هذه المجالس ويشجع عليها ، وكان لها الأثر الفعّال في هداية كثير من الشباب في