تراك لا تقول مكّة
وزيد أبوه قائم خير بلاد الله؟.
وهي تأتي لإفادة الكلام
تقويةً ، وتسديداً ، أو تحسيناً ، هذا هو الأصل في
هذا الرابط (تقوية الكلام) ؛ من ذلك قولها
عليهاالسلام (ابتدع الأشياء لا
من شيء كان قبلها) ، و (وأنشأها بلا احتذاءِ أمثلة امتثلها).
فالزهراء
عليهاالسلام في خطبتها هذه جاءت
محتجّةً على الخليفة أبي بكر ومن والاه ؛ فلا بدّ من وجود رابط للكلام يقوّى به ؛ ابتدع
الأشياء ، أوجدها من غير شيء
مسبوق قبلها ؛ لذا يقال (بديع السماوات
والأرض) ، وهي من الصفات الجلالية الخاصّة بربّ العزّة ، وأمّا الإنشاء بلا احتذاء
؛ أي : بلا مثيل يُخلق مشابهًا له.
وقد عطفت عليها السلام
على المماثل (الإبداع والإنشاء) ؛ إذ لا فرق بينهما من الناحية الاصطلاحية ، وكذا الملاّ
صدرا لم يفرّق بينهما.
فهي عليها السلام ذكرت
هذين الأمرين تأكيداً وتقوية للكلام ؛ فالله (ابتدع) و (أنشأ) ، (لا من شيء) و (بلا)
(احتذاء) أو (أمثلة).
وقد اتّضح المعنى وبان
وقويَ من المعترضات (الروابط) الحجاجية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ