ان ارادتها من قبيل ارادة المعنى من اللفظ ، بل لعله كان بارادتها فى نفسها
حين استعمال الالفاظ فى معانيها.
وفيه ما لا
يخفى ـ اذ لو كان المراد بالبطن ما ذكره لما كان ذلك موجبا لعظمة الكتاب لامكان
هذا المعنى ، وهو ارادة معان كثيرة. فى انفسها حين الاستعمال فى سائر المحاورات
ايضا.
مضافا ـ الى ان
ارادة المعانى بنفسها حين الاستعمال لا تسمى بطنا. لانها معان أخر غير المعنى
المستعمل فيه اللفظ ، وعليه كيف تكون هذه المعانى بطنا للقرآن الكريم.
فالصحيح فى
الجواب ان يقال : ان المراد بالبطن لوازمات المعانى وملزوماتها من دون ان يستعمل
اللفظ فيها وهو لا ينافى قصور افهامنا عن ادراك هذه الامور. وهذا هو الذى افاده ـ
قده ـ اخيرا.
والذى يدل عليه
ما ورد مستفيضا ان القرآن يجرى مجرى الشمس والقمر ، وانه لا يختص بقوم دون قوم ،
بل فى بعضها ورد ان القرآن لو ورد فى خصوص قوم لمات عند موتهم مع انه حى الى يوم
القيمة وورد ان الكتاب فى ظاهره قصة ، وفى باطنه عظة. بمعنى انه ليس بكتاب تاريخى.
بل يحدث عن قضايا صدرت عن الامم السابقة كبنى اسرائيل ، وغيرهم. لتكون هذه دروسا
يسير المتاخرون على نهجها ولتدلهم على ان الكفر بنعم الله. يوجب السخط عليهم. اما
بقية اللوازم ، والملزومات التى تضمنها القرآن فلا يعرفها الامن خوطب به ، ومن
يقوم مقامه من الائمة عليهمالسلام ، وقد وقفنا على بعضها بواسطة الاخبار الشريفة.