رابعها : في الإجماع المنقول والشهرة.
خامسها : في الشكّ والكلام في الأصول العمليّة.
سادسها : في الاجتهاد والتقليد.
وبذلك يختم كتابه الشريف.
وخلاصة القول :
إنّ الفصل الخامس بما عقد فيه من أصول ومقامات بمنزلة النقد الشافي لكتاب فرائد الأصول لمعاصره العلاّمة شيخ الطائفة الأنصاري وهو مع ذلك يقف في قبال المحدّثين موقف الأصوليّ الحاذق البارع في صناعته ، ومن هنا يزداد الكتاب أهمّية بالغة ينبغي أن يكون مسرحاً لأنظار العلماء والفضلاء ومغنماً لأرباب البحث والتحقيق.
والملاحظ عنده حدّة الذّهن والاطلاع الواسع والمهارة التامّة في الفنّ وسرعة الانتقال وشدّة التتبّع مع فطانة ونباهة وخبرويّة عالية في الأصولين وإحاطة بمباني فلسفة الإشراق والمشّائيين وآراء المتكلّمين شيعة وسنّة ، وكثرة نقل كلماتهم نقلاً مباشراً لا على وجه الحكاية ، وتفطّنه للثغرات ، مع قوّة في البيان واختصار في اللفظ واستحكام في الدليل وابتكار في الحجّة.
وفذلكة الكلام :
إنّ الكتاب يجمع بين دفّتيه أبحاثاً عقليّة فلسفية في غاية من الدقّة والمتانة وكذلك كلامية وأصوليّة مع تنوّع في الأساليب وتعمّق في البحث وجودة في الاستدلال وطرح ممتاز في التسلسل بحيث لا يدع القارئ ينفكّ