الأصولي للسيد الصدر ، منطلقاً من بداية لا أزال أراها الأقدر من غيرها على
إبانة عناصر الإبداع في المدرسة الصدرية تمتلك في بيان موقف السيد الأستاذ من
نظرية المعرفة ، والإسهام الذي قدمه في هذا المضمار تم متابعة بعض النتائج التي
انعكست على الممارسة الأصولية للسيد الشهيد كأثر لمتبنياته المعرفية ، وذلك لما
يكشف الترابط الوثيق بين الموقف المعرفي والمتبنيات الفكرية على مختلف الضعف
الفلسفية والكلامية والأصولية والفقهية.
لقد تحامل
السيد الصدر مع نظرية المعرفة تعاملاً منهجياً دقيقاً وداعياً ، فقرّر موقفه
المعرفي في البدء ، ثم انطلق منه كحجر أساس وبنّاءٍ تحتي لتشييد رؤاه في بقية
العلوم.
ولا يزيد ما
جاء في المقدمة على هذا الصعيد ، أكثر من كونه إشارات أولية وبسيطة ترمي أن تفتح
الطريق للتعاطي في قراءة الراحل العظيم.
إلى جوار نظرية
المعرفة ؛ انطلقت المقدمة من الخصائص البارزة التي تنتظم المنظومة الفكرية للسيد
الصدر عامة ، في درس تمهيدي سعى أن يستقصي نتائج هذه الخصائص وما تبسطه من آثار
على النسيج العلمي للسيد الشهيد في علم الأصول كما في غيره.
يبقى أن أشير
إلى أن هذه محاولة أولى أخطط أن أشفعها بدراسات أخرى على المنوال ذاته ؛ يزيدني في
العزم موقعها الذي تلقاه عند أهل العلم وطبيعة تلقّي الأروقة العلمية لها. وما
توفیقی الا بالله علیه توکلت والیه انیب.
|
كمال الحيدري
قم المقدسة
٢١ شوال ١٤٢٠
|