أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٧٤) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (١٧٥) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها
____________________________________
(تَقُولُوا) لئلا [تقولوا ، أي : لئلا](١) يقول الكفار (يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا) الميثاق (غافِلِينَ) لم نحفظه ولم نذكره ، ويذكرون الميثاق ذلك اليوم فلا يمكنهم الإنكار مع شهادة الملائكة ، وهذه الآية تذكير لجميع المكلّفين ذلك الميثاق ؛ لأنّها وردت على لسان صاحب المعجزة ، فقامت في النّفوس مقام ما هو على ذكر منها.
(١٧٣) (أَوْ تَقُولُوا) أيّها الذّريّة محتجّين يوم القيامة : (إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ) أي : قبلنا ، ونقضوا العهد (وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ) صغارا فاقتدينا بهم (أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) أفتعذّبنا بما فعل المشركون المكذّبون بالتّوحيد ، وإنّما اقتدينا بهم ، وكنا في غفلة عن الميثاق ، وهذه الآية قطع لمعذرتهم ، فلا يمكنهم الاحتجاج بكون الآباء على الشّرك بعد تذكير الله بأخذ الميثاق بالتّوحيد على كلّ واحد من الذّريّة.
(١٧٤) (وَكَذلِكَ) وكما بيّنا في أمر الميثاق (نُفَصِّلُ الْآياتِ) نبيّنها ليتدبّرها العباد (وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ولكي يرجعوا عمّا هم عليه من الكفر.
(١٧٥) (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) واقرأ واقصص يا محمّد على قومك (نَبَأَ) خبر (الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا) علّمناه حجج التّوحيد (فَانْسَلَخَ) خرج (مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ) أدركه (فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) الضّالين. يعني : بلعم بن باعوراء. أعان أعداء الله على أوليائه بدعائه ، فنزع عنه الإيمان.
(١٧٦) (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها) بالعمل بها. يعني : وفّقناه للعمل بالآيات ، وكنّا نرفع
__________________
(١) زيادة من عا وظا.