كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَقالَتِ الْيَهُودُ
وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ
بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ
وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما
بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٨) يا أَهْلَ الْكِتابِ
قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ
تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ
وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٩) وَإِذْ قالَ مُوسى
لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ
أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ
الْعالَمِينَ (٢٠) يا قَوْمِ ادْخُلُوا
الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ
____________________________________
(١٨) (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ
أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) أمّا اليهود فإنّهم قالوا : إنّ الله من حنّته وعطفه علينا كالأب الشفيق ، وأمّا النّصارى فإنّهم
تأوّلوا قول عيسى : إذا صلّيتم فقولوا : يا أبانا الذي في السّماء تقدّس اسمه ،
وأراد أنّه في برّه ورحمته بعباده الصالحين كالأب الرحيم. وقيل : أرادوا نحن أبناء
رسل الله ، وإنما قالوا هذا حين حذّرهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم عقوبة الله ، فقال الله : (قُلْ فَلِمَ
يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ) أي : فلم عذّب من قبلكم بذنوبهم ، كأصحاب السّبت وغيرهم
(بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ
مِمَّنْ خَلَقَ) كسائر بني آدم (يَغْفِرُ لِمَنْ
يَشاءُ) لمن تاب من اليهودية (وَيُعَذِّبُ مَنْ
يَشاءُ) من مات عليها. وقوله :
(١٩) (عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) على انقطاع من الأنبياء (أَنْ تَقُولُوا) لئلا تقولوا (ما جاءَنا مِنْ
بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ). وقوله :
(٢٠) (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) أي : جعل لكم الخدم والحشم ، وهم أوّل من ملك الخدم
والحشم من بني آدم (وَآتاكُمْ ما لَمْ
يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) من فلق البحر لكم ، وإغراق عدوّكم ، والمنّ والسّلوى ،
وغير ذلك.
(٢١) (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ
الْمُقَدَّسَةَ) المطهّرة. يعني : الشّام ، وذلك أنّها طهّرت من
__________________