و (أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) : بدل منه. وقال أبو علي : هو توكيد.
ويجوز أن يكون أحدهما مرفوعا بفعل محذوف ؛ أي إن بلغ أحدهما أو كلاهما ؛ وفائدته التوكيد أيضا.
ويجوز أن تكون الألف حرفا للتثنية والفاعل أحدهما.
(أُفٍ) : اسم للفعل ، ومعناه التضجّر والكراهية. والمعنى : لا تقل لهما : كفّا ، أو اتركا.
وقيل : هو اسم للجملة الخبرية ؛ أي كرهت ، أو ضجرت من مداراتكما.
فمن كسر بناء على الأصل ، ومن فتح طلب التخفيف ، مثل رب ، ومن ضمّ اتبع ، ومن نون أراد التنكير ، ومن لم ينوّن أراد التعريف ، ومن خفّف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفا.
٢٤ ـ (جَناحَ الذُّلِ) : بالضم ؛ ـ وهو ضدّ العز ، وبالكسر ـ وهو الانقياد ـ ضد الصعوبة.
(مِنَ الرَّحْمَةِ) : أي من أجل رفقك بهما ، فمن متعلقة بأخفض. ويجوز أن تكون حالا من جناح.
(كَما) : نعت لمصدر محذوف ؛ أي رحمة مثل رحمتهما.
٢٨ ـ (ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال.
(تَرْجُوها) : يجوز أن يكون وصفا للرحمة ، وأن يكون حالا من الفاعل.
و (مِنْ رَبِّكَ) : يتعلق بترجوها ؛ ويجوز أن يكون صفة لرحمة.
٢٩ ـ (كُلَّ الْبَسْطِ) : منصوبة على المصدر ؛ لأنها مضافة إليه.
٣١ ـ (خِطْأً) : يقرأ بكسر الخاء وسكون الطاء والهمزة ، وهو مصدر خطئ ، مثل علم علما.
وبكسر الخاء وفتح الطاء من غير همز ؛ وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ مصدر ، مثل شبع شبعا ، إلا أنه أبدل الهمزة ألفا في المصدر وياء في الفعل لانكسار ما قبلها.
والثاني ـ أن يكون القى حركة الهمزة على الطاء فانفتحت ، وحذف الهمزة.
والثالث ـ أن يكون خفّف الهمزة بأن قلبها الفا على غير القياس فانفتحت الطاء.
ويقرأ كذلك إلا أنه بالهمز مثل عنب. ويقرأ بالفتح والهمز مثل «نصب» ، وهو كثير. ويقرأ بالكسر ، والمد مثل قام قياما.
الزّنا : الأكثر القصر ، والمدّ لغة. وقد قرئ به.
وقيل : هو مصدر زانى ، مثل قاتل قتالا ، لأنه يقع من اثنين.
٣٣ ـ (فَلا يُسْرِفْ) : الجمهور على التسكين ، لأنه نهي.
وقرئ بضم الفاء على الخبر ، ومعناه النهي.
ويقرأ بالياء ، والفاعل ضمير الولي. وبالتاء : أي لا تسرف أيها المقتصّ ، أو المبتدئ بالقتل ؛ أي لا تسرف بتعاطي القتل.
وقيل : التقدير : يقال له لا تسرف.
(إِنَّهُ) : في الهاء ستة أوجه :
أحدها ـ هي راجعة إلى الولي.
والثاني ـ إلى المقتول.
والثالث ـ إلى الدم.
والرابع ـ إلى القتل.
والخامس ـ إلى الحق.
والسادس ـ إلى القاتل ؛ أي إذا قتل سقط عنه عقاب القتل في الآخرة.
٣٤ ـ (إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) : فيه وجهان :
أحدهما ـ تقديره : إن ذا العهد ؛ أي كان مسؤولا عن الوفاء بعهده.
والثاني ـ أنّ الضمير راجع إلى العهد ، ونسب السؤال إليه مجازا ، كقوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ).
٣٥ ـ (بِالْقِسْطاسِ) : يقرأ بضم القاف وكسرها ؛ وهما لغتان.
و (تَأْوِيلاً) : بمعنى مآلا.
٣٦ ـ (وَلا تَقْفُ) : الماضي منه قفا إذا تتبع.
ويقرأ بضمّ القاف وإسكان الفاء مثل تقم ؛ وماضيه قاف يقوف ، إذا تتبع أيضا. (كُلُ) : مبتدأ ، و (أُولئِكَ) : إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد ، وأشير إليها بأولئك ؛ وهي في الأكثر لمن يعقل ؛ لأنه جمع ذا ، وذا لمن يعقل ، ولما لا يعقل ؛ وجاء في الشعر : بعد أولئك الأيّام وكان وما عملت فيه الخبر ، واسم كان يرجع إلى كل ، والهاء في (عَنْهُ) ترجع إلى كل أيضا ، وعن يتعلق بمسؤول. والضمير في مسؤول لكلّ أيضا ؛ والمعنى : إن السمع يسأل عن نفسه على المجاز.
ويجوز أن يكون الضمير في (كانَ) لصاحب هذه الجوارح لدلالتها عليه.
وقال الزمخشري : يكون «عنه» في موضع رفع بمسؤول ؛ كقوله : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ؛ وهذا غلط ؛ لأنّ الجارّ والمجرور يقام مقام الفاعل إذا تقدم الفعل ، أو ما يقوم مقامه. وأما إذا تأخّر فلا يصحّ ذلك فيه ؛ لأن الاسم إذا تقدّم على الفعل صار مبتدأ ، وحرف الجر إذا كان لازما يكون مبتدأ. ونظيره قولك : بزيد انطلق.
ويدلّك على ذلك انك لو ثنّيت لم تقل بالزيدين انطلقا ، ولكن تصحيح المسألة أن تجعل الضمير في مسؤول للمصدر ؛ فيكون عنه في موضع نصب ، كما تقدر في قولك : بزيد انطلق.
٣٧ ـ (مَرَحاً) ـ بكسر الراء : حال ، وبفتحها مصدر في موضع الحال ، أو مفعول له.
(تَخْرِقَ) بكسر الراء وضمّها ، لغتان.