والثاني ـ أنه قال لك ، ولو أراد الخطاب لكان هئت لي.
(قالَ مَعاذَ اللهِ) : هو منصوب على المصدر ؛ يقال : عذت به عوذا ، وعياذا ، وعياذة ، ومعاذا.
(إِنَّهُ) : الهاء ضمير الشأن ، والجملة بعده الخبر.
٢٤ ـ (لَوْ لا أَنْ رَأى) : جواب «لولا» محذوف تقديره : لهمّ بها ، والوقف على هذا ولقد همّت به. والمعنى أنه لم يهمّ بها.
وقيل التقدير : لولا أن رأى البرهان لواقع المعصية.
(كَذلِكَ) : في موضع رفع ؛ أي الأمر كذلك.
وقيل : في موضع نصب ، أي رؤية كذلك.
واللام في (لِنَصْرِفَ) متعلقة بالمحذوف.
و (الْمُخْلَصِينَ) : بكسر اللام ؛ أي المخلصين أعمالهم. وبفتحها ؛ أي أخلصهم الله لطاعته.
٢٥ ـ (مِنْ دُبُرٍ) : الجمهور على الجرّ والتنوين.
وقرئ في الشواذ بثلاث ضمّات من غير تنوين ؛ وهو مبنيّ على الضم ؛ لأنه قطع على الإضافة ؛ والأصل من دبره وقبله ، ثم فعل فيه ما فعل في قبل وبعد ؛ وهو ضعيف ؛ لأن الإضافة لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الإضافة. ٢٩ ـ (يُوسُفُ أَعْرِضْ) : الجمهور على ضمّ الفاء ، والتقدير : يا يوسف.
وقرأ الأعمش بالفتح ، والأشبه أن يكون أخرجه على أصل المنادى ، كما جاء في الشعر : يا عديّا لقد وقتك الأواقي وقيل : لم تضبط هذه القراءة عن الأعمش ، والأشبه أن يكون وقف على الكلمة ثم وصل ، وأجرى الوصل مجرى الوقف ، فألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها فصار اللفظ بها «يوسف اعرض». وهذا كما حكي : الله أكبر ، اشهد أن لا ـ بالوصل والفتح.
وقرئ في الشاذ أيضا بضمّ الفاء ، وأعرض على لفظ الماضي ؛ وفيه ضعف ، لقوله : (وَاسْتَغْفِرِي) ؛ وكان الأشبه أن يكون بالفاء فاستغفري.
٣٠ ـ (نِسْوَةٌ) : يقرأ بكسر النون ، وضمّها ؛ وهما لغتان.
وألف «الفتى» منقلبة عن ياء ، لقولهم فتيان ، والفتوة شاذ.
(قَدْ شَغَفَها) : يقرأ بالغين ، وهو من شغاف القلب ، وهو غلافه. والمعنى : أنه أصاب شغاف قلبها ، وأنّ حبّه صار محتويا على قلبها كاحتواء الشّغاف عليه.
ويقرأ بالعين ؛ وهو من قولك : فلان مشغوف بكذا ؛ أي مغرم به ومولع.
و (حُبًّا) : تمييز ، والأصل قد شغفها حبّه ، والجملة مستأنفة. ويجوز أن يكون حالا من الضمير في (تُراوِدُ) ، أو من «الفتى».
٣١ ـ (وَأَعْتَدَتْ) : هو من العتاد ، وهو الشيء المهّيأ للأمر.
(مُتَّكَأً) : الجمهور على تشديد التاء والهمز من غير مدّ ، وأصل الكلمة موتكأ ؛ لأنه من توكأت ، ويراد به المجلس الذي يتّكا فيه ؛ فأبدلت الواو تاء وأدغمت. وقرئ شاذا بالمد والهمز ، والألف فيه ناشئة عن إشباع الفتحة.
ويقرأ بالتنوين من غير همز ، والوجه فيه أنه أبدل الهمزة ألفا ثم حذفها لتنوين.
وقال ابن جنى : يجوز أن يكون من أو كيت السقاء ؛ فتكون الألف بدلا من الياء ، ووزنه مفتعل من ذلك.
ويقرأ بتخفيف التاء من غير همز ، ويقال ألمتك الأترجّ.
حاشى لله : يقرأ بألفين وهو الأصل.
والجمهور على أنه هنا فعل ، وقد قالوا منه أحاشي ، وأيدّ ذلك دخول اللام على اسم الله تعالى ، ولو كان حرف جرّ لما دخل على حرف جر. وفاعله مضمر تقديره : حاشى يوسف ؛ أي بعد عن المعصية لخوف الله.
وأصل الكلمة من حاشيت الشيء ، فحاشى صار في حاشية ؛ أي ناحية.
ويقرأ بغير ألف بعد الشين ، حذفت تخفيفا ، واتبع في ذلك المصحف ، وحسّن ذلك كثرة استعمالها.
وقرئ شاذّا «حشا لله» ، بغير ألف بعد الحاء ، وهو مخفّف منه.
وقال بعضهم : هي حرف جرّ ، واللام زائدة ، وهو ضعيف ؛ لأنّ موضع مثل هذا ضرورة الشعر.
(ما هذا بَشَراً) : يقرأ بفتح الباء ؛ أي إنسانا ؛ بل هو ملك.
ويقرأ بكسر الباء من الشراء ؛ أي لم يحصل هذا بثمن. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع المفعول ؛ أي بمشترى ، وعلى هذا قرئ بكسر اللام في (مَلَكٌ).
٣٣ ـ (رَبِّ السِّجْنُ) : يقرأ بكسر السين وضمّ النون ، وهو مبتدأ ، و (أَحَبُّ) : خبره. والمراد المحبس ؛ والتقدير : سكنى السجن.
ويقرأ بفتح السين على أنه مصدر.
ويقرأ «ربّ» ـ بضم الباء من غير ياء ، و «السجن» بكسر السين ، والجرّ على الإضافة ؛ أي صاحب السجن. والتقدير : لقاؤه أو مقاساته.
٣٥ ـ (بَدا لَهُمْ) : في فاعل «بدا» ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هو محذوف ، و (لَيَسْجُنُنَّهُ) : قائم مقامه ؛ أي بدا لهم السجن ، فحذف وأقيمت الجملة مقامه ، وليست الجملة فاعلا ؛ لأنّ الجمل لا تكون كذلك.