و (وَراءَكُمْ) : يجوز أن يكون ظرفا لاتّخذتم ، وأن يكون حالا من ظهريا.
٩٣ ـ (سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ) : هو مثل الذي في قصّة نوح عليهالسلام.
٩٥ ـ (كَما بَعِدَتْ) : يقرأ بكسر العين ، ومستقبله يبعد ، والمصدر بعدا ـ بفتح العين فيهما ؛ أي هلك. ويقرأ بضمّ العين ، ومصدره البعد ؛ وهو من البعد في المكان.
٩٨ ـ (يَقْدُمُ قَوْمَهُ) : هو مستأنف لا موضع له.
(فَأَوْرَدَهُمُ) : تقديره : فيوردهم. وفاعل (بِئْسَ) الورد. والمورود نعت له ، والمخصوص بالذم محذوف ، تقديره : بئس الورد النار.
ويجوز أن يكون المورود هو المخصوص بالذم.
١٠٠ ـ (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى) : ابتداء ، وخبر. و (نَقُصُّهُ) حال ؛ ويجوز أن يكون «ذلك» مفعولا به ، والناصب له محذوف ؛ أي ونقصّ ذلك من أنباء القرى ، وفيه أوجه أخر قد ذكرت في قوله تعالى : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ) ، في آل عمران.
(مِنْها قائِمٌ) : مبتدأ وخبر في موضع الحال من الهاء في نقصّه.
(وَحَصِيدٌ) : مبتدأ خبره محذوف ؛ أي ومنها حصيد ، وهو بمعنى محصود.
١٠٢ ـ (إِذا أَخَذَ) : ظرف ، والعامل فيه (أَخْذُ رَبِّكَ).
١٠٣ ـ (ذلِكَ) :
مبتدأ. و (يَوْمٌ) : خبره ، و (مَجْمُوعٌ) : صفة يوم.
و (النَّاسُ) : مرفوع بمجموع.
١٠٥ ـ يوم يأتي : «يوم» ظرف ، والعامل فيه «تكلّم» مقدّرة ؛ والتقدير لا تكلم نفس فيه.
ويجوز أن يكون العامل فيه «نفس» ، وهو أجود.
ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف ؛ أي اذكروا يوم يأتي ، ويكون «تكلم» صفة له. والعائد محذوف ؛ أي لا تكلم فيه ، أو لا تكلمه.
ويجوز أن يكون منصوبا على إضمار أعني.
وأما فاعل «يأتي» فضمير يرجع على قوله : (يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) ، ولا يرجع على «يوم» المضاف إلى يأتي ؛ لأنّ المضاف إليه كجزء من المضاف ؛ فلا يصحّ أن يكون الفاعل بعض الكلمة ؛ إذ ذلك يؤدّي إلى إضافة الشيء إلى نفسه ؛ والجيّد إثبات الياء ، إذ لا علّة توجب حذفها ، وقد حذفها بعضهم اكتفاء بالكسرة عنها ، وشبّه ذلك بالفواصل ؛ ونظير ذلك : (ما كُنَّا نَبْغِ) ـ (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ).
(إِلَّا بِإِذْنِهِ) : قد ذكر نظيره في آية الكرسي.
١٠٦ ـ (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ) : الجملة في موضع الحال ، والعامل فيها الاستقرار الذي في (فَفِي النَّارِ) ، أو نفس الظرف. ويجوز أن يكون حالا من النار.
١٠٧ ـ (خالِدِينَ فِيها) : خالدين : حال ، والعامل فيها «لهم» ، أو ما يتعلّق به.
(ما دامَتِ) : في موضع نصب ؛ أي مدة دوام السموات. ودام هنا تامة.
(إِلَّا ما شاءَ) : في هذا الاستثناء قولان :
أحدهما ـ هو منقطع.
والثاني ـ هو متّصل.
ثم في «ما» وجهان : أحدهما ـ هي بمعنى «من». والمعنى على هذا أنّ الأشقياء من الكفّار والمؤمنين فى النار ، والخارج منهم منها الموحدون.
وفي الآية الثانية يراد بالسعداء الموحّدون ، ولكن يدخل منهم النّار العصاة ، ثم يخرجون منها.
فمقتضى أوّل الآية أن يكون كل الموحدين في الجنة من أول الأمر. ثم استثنى من هذا العموم العصاة ؛ فإنهم لا يدخلونها في أول الأمر.
والوجه الثاني ـ أنّ «ما» على بابها ؛ والمعنى : أنّ الأشقياء يستحقّون النار من حين قيامهم من قبورهم ، ولكنهم يؤخّرون عن إدخالها مدة الموقف. والسعداء ، يستحقّون الجنة ويؤخّرون عنها مدة الموقف ، و «خالدين» على هذا حال مقدّرة ؛ و «فيها» في الموضعين تكرير عند قوم ؛ إذ الكلام يستقلّ بدونها.
وقال قوم : «فيها» يتعلق بخالدين ، وليست تكريرا ، وفي الأولى يتعلّق بمحذوف.
١٠٨ ـ و (عَطاءً) : اسم مصدر ؛ أي إعطاء لذلك ؛ ويجوز أن يكون مفعولا ؛ لأن العطاء بمعنى المعطي.
(سُعِدُوا) ـ بفتح السين ، وهو الجيد ؛ وقرئ بضمّها وهو ضعيف ، وقد ذكر فيها وجهان :
أحدهما ـ أنه على حذف الزيادة ؛ أي اسعدوا ، وأسّسه قولهم : رجل مسعود.
والثاني ـ أنه مما لازمه ومتعدّية بلفظ واحد ، مثل شحا فاه ، وشحا فوه ، وكذلك سعدوا وسعدته ، وهو غير معروف في اللغة ، ولا هو مقيس.
١٠٩ ـ (غَيْرَ مَنْقُوصٍ) : حال ، أي وافيا.
١١١ ـ (وَإِنَّ كُلًّا) : يقرأ بتشديد النون ونصب كلّ ، وهو الأصل.
ويقرأ بالتخفيف والنصب ، وهو جيّد ؛ لأنّ «إن» محمولة على الفعل ، والفعل يعمل بعد الحذف كما يعمل قبل الحذف ؛ نحو : لم يكن ولم يك.
وفي خبر «إن» على الوجهين وجهان :
أحدهما ـ (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ).
و «ما» خفيفة زائدة ، لتكون فاصلة بين لام إن ولام القسم كراهية تواليهما ، كما فصلوا بالألف بين النّونات في قولهم : أحسنان عني.
والثاني ـ أنّ الخبر «ما» ، وهي نكرة ؛ أي لخلق ، أو جمع.
ويقرأ بتشديد الميم مع نصب كل ، وفيها ثلاثة أوجه :