٥ ـ (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) تنفر مذعورة عند خراب الكون ، وتموت خوفا ٦ ـ (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) تنطلق مياه البحار هنا وهناك لا يمسكها شيء.
٧ ـ (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) عادت كل نفس آدمية إلى الجسم الذي فارقته عند الموت ، والإيمان بحشر الإنسان جسما وروحا من ضرورات الدين ، ولا اجتهاد فيه تماما كالتوحيد والنبوة ٨ ـ ٩ ـ (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) هي البنت الصغيرة تدفن حية ، فإنها تبعث ، وتسأل على مسمع من وائدها : لما ذا وأدك الوائدون ، وتقدم في الآية ١٥١ من الأنعام ١٠ ـ (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) يعطى غدا لكل إنسان كتاب يبلغه ما فعل من محرمات وما ترك من واجبات. ثم يؤخذ بما قدمت يداه ١١ ـ (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) كشفت بذهاب الكواكب ١٢ ـ (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) وأوقدت وأضرمت ١٣ ـ (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) تقرب من المتقين ، ويقربون منها ، وتقدم في الآية ٣١ من «ق».
١٤ ـ (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) إذا قامت القيامة بحدوث ما ذكر من تكوير الشمس إلى كشط السماء وغير ذلك ـ يعلم عندئذ كل إنسان مصيرة وعاقبة أمره ، فمن استقام فإلى الجنة ونعم أجر الصالحين ، ومن زل فإلى النار وبئس مثوى المجرمين ١٥ ـ ١٦ ـ (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) أسلفنا أن «لا» إعرابا زائدة عند أكثر المفسرين ، والجواري : النجوم السيارة ، تختفي في النهار فتغيب عن العيون ، والكنس تظهر أي تضيء وتطلع في أماكنها. كما في جوامع الجامع للطبرسي ، ونقله ابن كثير عن الإمام عليّ (ع).
١٧ ـ (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) كناية عن آخره حيث يدبر شيئا فشيئا ١٨ ـ (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) من كابوس الليل بطلوع الفجر وضيائه ، وقال أديب معاصر : إنك تكاد تسمع من قوله تعالى : (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) سقسقة العصفور وصيحة الديك ١٩ ـ (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) هذا جواب القسم ، وضمير الغائب للقرآن ، والرسول جبريل ، ونسب القرآن إليه حيث نقله من الله إلى رسوله محمد (ص).
٢٠ ـ (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) لجبريل صلابة وحصانة في نفسه ، ومكانة وكرامة عند الله.
٢١ ـ (مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) مطاع في الملائكة وأمين على الوحي وتبليغه ، ومعنى هذه الآيات بإيجاز أن القرآن من عند الله حمله جبريل الكريم والقوي الأمين وأداه بصدق وإخلاص إلى النبي العظيم ، ونحن نسأل من شكّ ويشك في القرآن : هل درسته دراسة علمية ، وفهمت معانيه ومراميه فتبين لك أنها غير صحيحة ولا مقنعة أو أنك أعرضت عن القرآن واعترضت لا لشيء إلا ظنا منك بأن الله ما أنزل كتابا على أحد من الأساس؟ وعلى هذا الفرض نسألك : أليس هذا الحكم على القرآن قاسيا ومجحفا لأنه بلا أساس؟ تواضع وتنازل للعلم وادرس القرآن إن تك من أهل الفكر ، ثم احكم بما يوحيه عقلك ويطمئن إليه قلبك ٢٢ ـ (وَما صاحِبُكُمْ) محمد (بِمَجْنُونٍ) أيها العتاة المعاندون اقرأوا سيرته وانظروا إلى آثاره وأعماله ان كنتم تعقلون وتنصفون وتقدم في الآية ٢ من القلم وغيرها ٢٣ ـ (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) رأى محمد جبريل على صورته ، وبلّغه القرآن على حقيقته في مكان معلوم عند الله وعند محمد وجبريل ٢٤ ـ (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) لا يكتم محمد القرآن ، ويسكت عن إعلانه مخافة أن يقول قائل : هو مجنون ٢٥ ـ (وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) هذا رد على من قال بأن القرآن نفثة الشيطان على لسان محمد (ص) وهل توحى الشياطين بالهدى. والخير والحق والصدق؟