أشار سبحانه بقوله : (بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ) أي ما أنقصنا من ثواب عمل الآباء شيئا.
٢٣ ـ ٢٥ ـ (يَتَنازَعُونَ فِيها) يتعاطون فيها (كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها) لا سكر ولا عربدة (وَلا تَأْثِيمٌ) لا تستوجب الإثم والمؤاخذة كخمر الدنيا (كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) لؤلؤ : جوهر ، ومكنون : مصون كناية عن الصفاء والبهاء.
٢٦ ـ (قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) اتقينا الله في دار الدنيا خوفا من عذاب الآخرة.
٢٧ ـ (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا) برحمته ، وتفضل بنعمته.
٢٨ ـ (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ) بإخلاص فاستجاب لنا (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) وسع برحمته وإحسانه كل شيء.
٢٩ ـ (فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ) أنت يا محمد أكمل ما في البشرية من فضل وخير ، وقد اختارك سبحانه عن علم ، فبلّغ رسالة ربك لعباده ، وأعرض عمن نعتك بنعوت هي به ألصق وأليق.
٣٠ ـ (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) قال بعض المشركين لبعض : محمد شاعر ، والشعراء قد يتنبئون لأنهم في كل واد يهيمون ، فانتظروا به الموت والهلاك كما مات غيره من الشعراء.
٣١ ـ (قُلْ) يا محمد لهؤلاء : (تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ) أنتم تنتظرون ، وأنا أنتظر ، وسوف تعلمون لمن العاقبة دنيا وآخرة؟.
٣٢ ـ (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا) الافتراء والضلال والمراد بأحلامهم عقولهم البالية (أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) ينكرون الحق بغيا وعنادا.
٣٣ ـ (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ) اختلق القرآن من تلقائه.
___________________________________
الإعراب : وألحقنا بهم خبر. و (بِما كَسَبَ) متعلق برهين. و (فِي أَهْلِنا) متعلق بمشفقين. انت اسم «ما» النافية. و (بِكاهِنٍ) الباء زائدة إعرابا. وكاهن خبر. و (بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) اعتراض بين الاسم والخبر. والباء لبيان السبب وليست للقسم كما في مجمع البيان ، ويتعلق المجرور بها بما دل عليه معنى الكلام أي ان الله نزّهك يا محمد عن الجنون والكهانة بفضله وكرمه. و «ام» المكررة في الآيات معناها الاستفهام مع التوبيخ والإنكار.