١٦٨ ـ ١٦٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا ...) سلكوا في الدنيا طريق الفساد والضلال ، فقادهم إلى جهنم وساءت مصيرا ، وهكذا (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ٧٢ الإسراء».
١٧٠ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ) وهو محمد (ص) (بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ) ومن كان في ريب من ذلك فليقارن بين عقيدة الإسلام وشريعته وسائر العقائد والشرائع ثم يستفتي قلبه ، ويعمل بفتواه ، إن الإسلام يقاضي المنكر إلى العقل ، ويقول في كتابه : أفلا تعقلون؟ أفلا تتفكرون؟ وأيضا قال نبيه الكريم : أصل ديني العقل ، وأي شيء تقول لمن قاضاك إلى العقل والعقلاء؟ (فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ) من الكفر بالحق والعدل والإيمان بالجبت والطاغوت و «خيرا» منصوب خبرا لكان المحذوفة أي يكن الإيمان بالحق خيرا لكم.
١٧١ ـ (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) والغلو ضد الاعتدال في التجاوز عن الحد بزيادة أو نقصان.
ومثال العدل والاعتدال قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ) كإبراهيم وموسى ومحمد (وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ) وهي (كُنْ فَيَكُونُ). (وَرُوحٌ مِنْهُ) والمراد بالروح هنا الحياة التي لا مصدر لها إلا الله وحده (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ) : أب وابن وروح قدس ، وفي قاموس الكتاب المقدس للنصارى ص ١٠٧ طبعة عام ١٩٦٤ ما نصه بالحرف الواحد : «فالأب هو الذي خلق العالمين بواسطة الابن ، والابن هو الذي أتم الفداء وقام به ، والروح القدس هو الذي يطهر القلب والحياة ... وهذي هي الأقانيم الثلاثة». (انْتَهُوا) أيها النصارى عن القول بالتثليث يكن الانتهاء عن هذا القول (خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ـ ٢٢ الأنبياء (سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ) فيكون مولودا ، ولم يولد فيصير محدودا. كما في نهج البلاغة ، ومعنى المحدود هنا أن لوجوده بداية وهي يوم ولادته.
١٧٢ ـ (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ) لن يأنف (أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) لأن التعبد لله وحده
____________________________________
الإعراب : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) خبر كان محذوف أي لم يكن مريدا ليغفر لهم ، (إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ) نصب على الاستثناء المتصل من الطريق التي وقعت نكرة في سياق النفي. (خالِدِينَ) حال. و (خَيْراً) خبر كان المحذوفة مع اسمها ، أي يكن الإيمان خيرا ، وقيل مفعول لفعل محذوف ، أي وآتوا خيرا. (الْمَسِيحُ) مبتدأ. و (عِيسَى) عطف بيان. ورسول الله خبر. وكلمته عطف على الرسول. وجملة ألقاها حال. وثلاثة خبر لمبتدأ محذوف ، أي آلهتنا ثلاثة. وخيرا مفعول لفعل محذوف ، أي وقولوا خبرا. والمصدر المنسبك من (أَنْ يَكُونَ) مجرور بمن محذوفه ، والمجرور متعلق بسبحانه ، و (جَمِيعاً) حال من ضمير (فَسَيَحْشُرُهُمْ).