وأخذ من هناك من كبراء الدولة / ١١٤ / ينقلون تلك التحف ويضعونها على الشوالي كل عينة من تلك التحف في جهة
منفردة ، فازدادت تلك القبة بها ضوء وإشراقا وسناء ، فعند ذلك دخل علينا كبير
الدولة من باب مقابل للمحل الذي كان مقابلا للباشدور صاحب السر المذكور ، فتلاقينا
وما قصر في إظهار الفرح والسرور والترحيب والبرور ، وجرى بينهما كلام فيما يناسب
الحال والمقام ، ثم تقدم كبير الدولة إلى تلك التحف ، وصار يمعن النظر في كل حاجة
منها بخصوصها ، فاستحسنها غاية الاستحسان ، ورآها من أجل ما تقربه عين الإنسان ،
ثم خرج لباب القبة ، وكانت الخيل مجللة مصطفة عن يمين باب القبة بيد العساكرية
فأخذوا يمرون بها واحدا بعد واحد ، وبعضها يصهل ، والبعض يجيب ، وكلها على ذلك
الرونق الجميل والشكل الغريب. وحين تم مرورها ، وأمعن فيها النظر أميرها ، تكلم مع
الترجمان بلغته / ١١٥ / فأخبر أنه شرّبها وأنها من غاية منائه وبغيته ، بكلام هذا
مضمن تصريحه ، الكامن في تلويحه ، وعلى ذلك انفصل ذلك المجلس الذي عم نواله الصغير
والكبير السالم عهوده بمن الله وفضله من التبديل والتغيير ، فحمدنا الله تعالى
للاستراحة من عهدة هذا الكلفة ، ورجعنا إلى محل النزول والألفة.
جنان الوحوش
وفي يوم السبت
الرابع والعشرين منه خرجنا لجنان الوحوش ، وهو بعيد عن
__________________