فانطوى بموته عَلَمٌ من أعلام القرن الخامس الهجري ببغداد»(١).
كتابه الأمالي :
عدّ محقّقُ أماليه من مؤلّفاته ما زاد على السبعين(٢) ، بينها كتابه الموسوم غرر الفوائد ودرر القلائد الذي شاع إطلاق اسم الأمالي عليه ، وقد طبع بمجلّدين كبيرين وهو : «مجالس مختلفة ، أملاها في أزمان متعاقبة ، تنقّل فيها من موضوع إلى موضوع ، ومن غرض إلى غرض ، اختار بعض آي القرآن الكريم ، ممّا يغمّ تأويله على الخاصّة ، بَلْهَ العامة ، ويدور حولها السؤال ، ويثار الإشكال ، وعالج تأويلها وتوجيهها على طريقة أصحابه من المعتزلة(٣) وأصحاب العدل(٤) كما كان يسمّيهم ، وحاول جهده أن يوفّق بين تأويل الآيات المتشابهة وما دار على ألسنة العرب من نصوص الشعر واللغة ، وفي هذا أبدى تفوّقاً عجيباً ، وأبان عن ذهن وقّاد ، وذكاء ملتهب ، وبصر نافذ ، وأعانه فيما فسّر وأوّل وفرةُ محفوظه من الشعر واللغة ، ومأثور
__________________
(١) المصدر السابق : ٧٦.
(٢) الأمالي ، المقدّمة : ١/١٨.
(٣) كون السيّد المرتضى على طريقة المعتزلة ، مسألة أثارت كثيراً من تباين الرأي ، وكانت من الملاحظ التي وردت على كتاب د. عبد الرزاق محيي الدين (أدب المرتضى) وبعضها نشر ، وبعضها مخطوط بأقلام أصحابه لدىّ من بعضه نسخ مصوّرة لا أجد أنّ البحث يتّسع لإيرادها هنا.
(٤) وفي هذا ما يرد على القائل : أنّ المرتضى من أصحاب المعتزلة، فليس المعتزلة وحدهم من القائلين بالعدل، فقد سبقهم الإمامية إلى القول بذلك.