ويمكن في الآية وجه آخر
؛ وهو أن يكون المراد بها أنّ الأمور تنتهي إلى ألاّ يكون موجود قادر غيره ، ويفضي
الأمر في الانتهاء إلى ما كان عليه في الابتداء ، لأنّ قبل إنشاء الخلق هكذا كانت الصورة
، وبعد إفنائهم هكذا تصير وتكون الكناية برجوع الأمر إليه عن هذا المعنى ، وهو رجوع
حقيقيّ ، لأنّه عاد إلى ما كان عليه متقدّماً.
ويحتمل أيضاً أنّ المراد بذلك أنّ إلى
قدرته يعود المقدور ، لأنّ ما أفناه من مقدوراته الباقية كالجواهر والأعراض الباقية
ترجع إلى قدرته ، ويصحّ منه إيجاده بعوده إلى ما كان عليه ، وإن كان ذلك لا يصحّ في
مقدورات البشر ، وإن كانت باقية.
٢٥ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (وَلَيْسَ
الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا
الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها).
فقال
: أيّ معنى لذكر البيوت وظهورها وأبوابها؟
وهل المراد بذلك البيوت المسكونة على الحقيقة ، أو كـنّى بهذه اللفظة عن غيرها؟
الجواب
: قيل له : في الآية وجوه :
__________________