أقول : من يقرأ هذا الكلام من غير مراعاة الحذف يذهب به الظنّ إلى عدم الحاجة إلى كلمة أيضاً ، وحُقّ له ذلك.
وكان الأَولى أن تُحذف كلمة أيضاً ، وتوضع مكان الحذف نقاط ، كما وضعت في مكان قبلها إشارة إلى الحذف. ويكون الكلام هكذا : ولد الغوث ابن طيء عمرو بن الغوث ... وولد عمرو بن الغوث .. غيّث وبُدين.
أو يُذكر بعض أولاد عمرو بن الغوث وتوضع بعد ذكره نُقاط وتُذكر أيضاً مطمئنة غير ناشزة هكذا : ولد الغوث بن طيّئ عمرو بن الغوث فولد عمرو بن الغوث ثُعل بن عمرو .... وولد عمرو بن الغوث أيضاً غيّث وبدين ....
ومن باب الاستطراد المفيد أن أذكر أنّ ابن حزم الغى حركات الإعراب فيما سبيلُهُ أن يُعرب نحو : «وولد عمرو بن الغوث .. غيث وبُدَين ..» مع أنّ مقتضى الإعراب أن يكون الاسمان الأخيران منصوبَين بقوله ولد ، هكذا : وولد عمرو بن الغوث .. غيّثاً وبُدَيْناً.
وهذا ما دعا محقّق كتاب جمهرة أنساب العرب إلى أن يلتمس مَخْلَصاً من هذه المخالفة لقواعد النحو ، فعدّ كلمة (ولد) اسماً على أنّه مبتدأ ، ولذلك ضبطه بضمّ الدال هكذا : ولدُ عمرو بن الغوث أو معطوف على مبتدأ. الخ ، كأنّ ما بعده مضاف إليه (وُلْدُ عمرو) ، وما يأتي بعده خبر ، ولم يعتدّ ما بعد كلمة (ولد) فاعلا وما بَعْدَهُ مفعولا به.
والظّاهر أنّ العلاّمة الأستاذ عبد السّلام هارون لم يطّلع على ما ذكره أحمد بن يحيى بن جابر البلاذريّ في كتابه أنساب الأشراف في هذا