مع (هفت) وهو فعل ماض لا يدلّ على (التوقّع) لمرجو أو مخوف ؛ كما ترى».
وقد وقفت على ما هو أذهب في باب الغرابة من هذا فيما روي عن عمر بن الخطّاب ، إذ جاء في ترجمة أبي بكر محمّد بن علي بن الحسن السجستاني (الترجمة ١٢٩٩) من تاريخ مدينة السلام المعروف بـ : تاريخ بغداد في حديث طلاق فاطمة بنت قيس قول عمر بن الخطّاب : «لا ندع كتاب الله لقول آمرأة لعلّها نسيت».
أقول : لا يبعد أن يكون هذا (السجستاني) نقل قول (عمر) بالمعنى ـ إن صحّ النقل عنه ـ وقد كان كثير من الرواة ـ ومنهم رواة الحديث ـ ينقلون الحديث بالمعنى ، ولهذا لم يحتجّ جماعة من النحاة بالحديث الشريف.
ومن نافلة القول أن أشير هنا إلى أنّه لم ترد في القرآن الكريم كلمة (لعلّ) إلاّ للتوقّع. والمقام يحتاج إلى بسط ليس هذا موضعه.
* وجاء في هامش صفحة ٩ قول المحقّقين سلّمهم الله تعالى : «ولعلّ أقدم ما وصل إلينا من كتب الاختيار هو المفضّليّات التي صنعها المفضّل الضبّي (المتوفّى سنة ١٧٨ هـ) ، وهي قصائد طويلة من عيون الشعر ، لم يرتّبها المفضّل على أبواب خاصّة ... وإنّما هو اختيار الذّوق الأدبي ، والجزالة اللغويّة ، فيما تراءى لهُ في ذلك العصر ...».
أقول : يخطر بالبال أنّ الزّجاجيّ ذكر في أماليه أنّ الذي اختار القصائد المسمّاة بـ : (المفضّليات) هو إبراهيم بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الإمام الحسن السّبط عليهالسلام (المقتول في سنة ١٤٥ هـ) عندما كان مختفياً عند