قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٣ ]

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٣ ]

    تحمیل

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٣ ]

    363/652
    *

    في تفسير سورة يوسف عليه‌السلام

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    ﴿الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (١)

    ثمّ لمّا ختم الله سبحانه سورة هود بذكر كمال علمه وسعة قدرته ، وأمر نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله بالعبادة والتوكّل عليه ، أردفها بسورة يوسف لما فيها من الشّواهد على علمه وقدرته ، ومن عبادة يوسف وتوكّله ونتائجها ، فابتدأها على دأبه بقوله : ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ ثمّ افتتحها بالحروف المقطّعات من قوله : ﴿الر﴾ قيل : هي رمز من : أنا الله أرى صنيع إخوة يوسف ، وما جرى عليه ، أو أرى ما لا يرى الخلق(١).

    وعن الصادق عليه‌السلام : « يعني : أنا الله الرّؤوف » (٢) .

    ثمّ وصف كتابه العظيم بقوله : ﴿تِلْكَ﴾ الآيات أو السّورة ﴿آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ﴾ والقرآن الظّاهر أمره من كونه كلام الله ، لدلالة ما فيه من وجه الإعجاز ، أو المظهر للمعارف والأسرار والأحكام ، أو المراد : تلك الآيات آيات مكتوبة في اللّوح المحفوظ.

    ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما

     أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (٢) و (٣)

    ثمّ أنّه تعالى بعد مدح كتابه بالشرف الذاتي ، وصفه بالشّرف الإضافي بقوله : ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ﴾ إلى النبيّ الصّادق بتوسّط جبرئيل ، حال كونه ﴿قُرْآناً عَرَبِيًّا﴾ بلغتكم ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ مضامينه ، وتفهمون معانيه ، حتّى تتمّ عليكم الحجّة ، ولا يبقى لكم العذر في ضلالتكم ، بأن تقولوا أنّه ليس بلغتنا وما خاطبنا الله به.

    ثمّ روي أنّ جمعا من أحبار اليهود قالوا لرؤساء المشركين : سلوا محمّدا لم انتقل [ آل ] يعقوب من

    __________________

    (١) تفسير روح البيان ٤ : ٢٠٧.

    (٢) معاني الأخبار : ٢٢ / ١.