مقصودة ، أراد بها ذمّ الخليفة عمر ، فقال ما نصّه : «... لكنّه كسر الراء من (عمر) مع أنّ الخطيب إمام في العربية ، لكنّه قصد دسيسة لا يهتدي إليها إلاّ الفحول ، وهي أنّ منع صرف عمر إنّما كان للعدل والمعرفة ، فصرفه الخبيث قصداً إلى أنّه لا عدل فيه ولا معرفة! قاتله الله من خطيب وأخزاه ومحقه وأذلّه في دنياه وعقباه ...»(١).
يعقّب الدكتور علي الوردي على كلام السويدي بقوله : «إنّ هذا دليل على أنّ التقارب الطائفي الذي حصل في مؤتمر النجف كان سطحيّاً ، ولم يتغلغل في أعماق القلوب ، فقد بقي سوء الظنّ يلعب دوره على الرغم من الفرح الظاهر ، ولهذا كان السويدي يراقب كلّ كلمة تفوّه بها الحائري في خطبته ويدقّق في فحصها ، ولمّا لم يجد في الخطبة سوى تلك الهنة البسيطة ـ وهي كسر راء عمر ـ انتهزها فرصة وأخذ يبالغ فيها ، ويستنتج منها ما توحي به روح الخصومة القديمة.
لقد كان المفروض فيه لو كان حسن الظن أن يفسّر الأمر تفسيراً حسناً ، ولكنّه لم يفعل ، ممّا يدلّ على أنّ الشحناء التي دامت قروناً لا يمكن أن تزول فجأة»(٢).
__________________
(١) حديقة الزوراء في سيرة الوزراء : ٥٤٧.
(٢) لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث : ١ / ١٣٩ ، وما نقلنا سابقاً من نصوص حول مؤتمر النجف ودور الحائري فيها من المرجع نفسه. أنظر : ١ / ١١١ وما بعدها.