الحيرة كربلاء ...»(١).
ومن أقدم الشعر الذي ذكرت فيه كربلاء قول معن بن أوس المزني ، من مخضرمي الجاهلية والإسلام ... وذكر ياقوت هذا الشعر في مادّة (النوائح) من معجمه للبلدان ، وذكره قبله أبو الفرج الإصفهاني في ترجمة معن من الأغاني ، وقال ضمن قصيدة له :
إذا هي حَلَّتْ كربلاء فلعلَعاً |
|
فَجوزَ العُذيبِ دونها فالنَّوائحا |
وبانت نواها من نواك وطاوعت |
|
مع الشانئين الشانئات الكواشحا(٢) |
وممّا يدلّ على قدم كربلاء أيضاً ووجودها قبل الفتح الإسلامي ، ما ذكره الخطيب البغدادي بسنده إلى أبي سعيد التيمي قال : «أقبلنا مع عليٍّ عليهالسلام من صفّين فنزلنا كربلاء ، فلمّا انتصف النهار عطش القوم» وروى بسنده عنه أيضاً : «أقبلت من الأنبار مع عليّ نريد الكوفة ، وعليّ في الناس ، .. فقال الناس : يا أمير المؤمنين إنّا نخاف العطش ، فقال : إنّ الله سيسقيكم ، وراهب قريب منّا ، فجاء عليٌّ إلى مكانه فقال : احفروا هاهنا فحفرنا ، وكنت فيمن حفر ، حتّى نزلنا فعرض لنا حجر ، فقال عليّ : ارفعوا هذا الحجر ، فأعانونا عليه حتّى رفعناه ، فإذا عين باردة طيّبة ، فشربنا ثمّ سرنا ليلاً أو نحو ذلك ، فعطشنا ، فقال بعض القوم : لو رجعنا فشربنا. فرجع ناسٌ وكنت فيمن رجع ، فالتمسناها فلم نقدر عليها ، فأتينا الراهب فقلنا : أين العين التي هاهنا؟ قال :
__________________
(١) معجم البلدان مادّة كربلاء : المجلّد الرابع ، الجزء السابع : ١٢٥ / ١٢٦.
(٢) الأغاني : ١٢ / ٨٠ ، معجم البلدان : ٨ / ٤٠٤.