وحاضره ، فقد وصف تقيّ الدين أحمد بن عليّ المقريزيّ (ت ٨٤٥ هـ) في خططه جدّهم السيّد أبا الحسن معصوماً في قصّة مشهورة حدثت مع طلائع ابن رزيك (ت ٥٥٦ هـ) بأنّه : «إمام مشهد عليّ رضي الله عنه يومئذ»(١).
وقال ابن شدقم (كان حيّاً سنة ١٠٩٠ هـ) عنه ما نصّه : «إنّ أبا الحسن معصوماً كان في المشهد الغرويّ كبيراً جليلاً عظيماً ، ذا جاه وعزّ واحترام وسكينة»(٢).
وفي بطون الكتب ـ خاصّة كتب النسب والتراجم ـ جملة من أحوالهم وآثارهم وما يتعلّق بنسبهم الوضّاح ، وأورد بعضها فصلاً كاملاً عن هذه الأسرة العريقة وعلمائها ، وقد أعرضت عن الإطناب بذكرها مكتفياً بالإرجاع إليها ، وبذكر طائفة منها في مصادر هذا البحث ؛ وآثرت الحديث عن مكتبتهم خاصّة ، التي وفّقني الله تعالى لفهرستها في خزانة الحرم العلويّ بمدّة أقصاها ثلاثمائة ساعة متفرّقة على ستة أشهر بين إقبال وإدبار.
وقد أوكل أمر فهرستها إليّ الدكتور عليّ خضيّر حجّي مشكوراً ، وكان ذلك في (شهر صفر من سنة ١٤٣٥ هـ) ، وبحسب مشروعي لفهرسة مخطوطات النجف الأشرف قمت بذلك من بين ثمانية أعمال مطبوعة ومخطوطة سبقت هذا الفهرس ، باشرت العمل بالفهرسة في الخزانة العلويّة
__________________
(١) أورد القصّة المقريزيّ في : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار : ٤/ ٨٥ ، وابن شدقم في : تحفة الأزهار : ٣/ ٢٩٧ ، والعلامة الأمينيّ (ره) في : كتابيه الغدير : ٤/٣٤٨ ، وشهداء الفضيلة : ٦١.
(٢) تحفة الأزهار : ٣/٢٩٧.